ذكر ألإمام الذهبي في أن السلطان محمود بن سبكتيكين كان يعظم كاتبه الميمندى رحمه الله و كان سبب تعظيمه له لأنهم لما نزلوا مدينة بيدا " الهندية " وقف السلطان و كاتبه فى عشرين فارسا فوق تل تجاه البلده ، فبرز لهم عسكر الكفار و أحاطوا بالتل ، فعاينوا التلف و أصبح السلطان و من معه فى عداد الأسرى أو القتلى ، و هنا تقدم كاتب السلطان الميمندى و نادوا الهنود ، فقالوا من أنت ؟ فقال أنا محمود بن سبكتيكين .
فقالوا أنت المراد .
قال ها أنا بين أيديكم و عندى من ملوككم جماعة أفدى نفسي بهم . ففرح الهنود و قالوافأحضر الملوك فألتفت الميمندى إلى شاب و قال : إمضى إلى ولدى وعرفه الخبر ثم قال : لا أنت لا تنهض بالرسالة .
ثم نظر إلى السلطان محمود و قال : إمضى أنت فأنت أعقل و أسرع ، فلما جاوز السلطان نهراً لقيه بعض جنده فترجلوا، و عاين ذلك الهنود ، فقالوا للميمندى من رسولك ؟
فقال ذلكم السلطان فديته بنفسي فأفعلوا ما بدا لكم .
و بلغ ذلك ملك الهند بيدا ، فأعجبه و قال نعم ما فعلت ، فتوسط لنا عند سلطانك ، فهادنهم السلطان و زادت عظمة الكاتب الميمندى عند محمود بن سبكتكين ، حتى أنه زوج أخاه يوسف من ابنة الميمندى رحمه الله .......... هكذا أخى تكون الأخوة والصداقة الحقيقية
فصديقك من كان معك و من ضر نفسه لينفعك
والصديق لا يعرف إلا فى وقت الضيق .
قال أبو العتاهية:
صديقى من يقاسمنى همومى و يرمى بالعداوة من رماني
و يحفظنى إذا ما غبت عنه و أرجوه لنائبة الزمـــــــــــــــان
وقال آخر
( حماية المرء لمن يصحب ** تدل أن أصله طيب )
( لا خير فيمن لا يرى ناصرا ** صديقه وهو له ينسب )
هكذا يكون المؤمن الصادق الذى لا يفكر فى نفسه و لكنه يفكر فى خدمة الإسلام
وذلك لأنه لو قتل قائد الجيش السلطان سبكتكين أو أسر لكان ذلك ضربة قاسمة لجيش المسلمين و الهزيمة و لذلك ضحى الميمندى بنفسه من أجل القائد و هانت عليه الدنيا من أجل نصرة الإسلام و لسان حاله يقول :(1)
1- سير اعلام النبلاء ج13 ص301 بتصريف
الحياة و كل يهون و لكن اسلامنا لا يهون
نضحى له بالعزيز الكريم و من أجله نستحب المنون
فرحمة الله و بركاته على أولئك الرجال الذين يندور وجودهم في هذا الزمان
سألت الناس عن خل وفي فقالوا: ما الي هذا سبيل !
تمسك أن ظفرت بذيل حر فإن الحر في الدنيا قليل !
********و******
إرسال تعليق