شهاب الدين الجامي
كان من كبار الصلحاء والفضلاء بعث إليه السلطان ليستخدمه فقال لا أخدم ظالما أبداً فقال السلطان أنت القائل أني ظالم فقال نعم أنت ظالم ومن ظلمك كذاوكذا وعدد أمورا منها تخريبه لمدينة دهلي وإخراجه أهلها فأخذ السلطان سيفه ،ودفعه للقاضي كمال الدين وقال إن ثبت أني ظالم فاضرب عنقي بهذا السيف فقال له شهاب الدين ، ومن يريد أن يشهد بذلك فيقتل ؟
ولكن أنت تعرف ظلم نفسك فقيده بأربعه قيود وغل يده وأقام أربعة عشر يوما موصلا لا يأكل ولا يشرب وفي كل يوم يؤتي به إلي المشورة ويجمع الفقهاء والمشايخ ويقولون له إرجع عن قولك فيقول لا أرجع وأريد أن أكون في زمرة الشهداء فلما كان في اليوم الرابع عشر بعث اليه السلطان بطعام فأبي أن يأكل وقال رزقي قد رفع من الأرض فأمر السلطان أن يطعم خمسة أسيار (كيلو) من العذرة فأخذه الموكلون بمثل هذه الأمور وهم طائفة من كفار الهنود فمدوه علي ظهره وفتحو فمه بالكلبتين ، وحلو العذرة بالماء وسقوه ذلك وفي اليوم بعده أتي به الي دار القضاء وطلبوا منه أن يرجع عن قوله فأبي ذلك فضربت عنقه(1)
**************************************
1- المختار المصون276
إرسال تعليق