قال المسعودي في مروج الذهب : وأخبرنا القاضي أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن زيد الدمشقي بدمشق، قال: لما توجَّه المأمون غازياً، ونزل البديدون، جاءه رسول ملك الروم فقال له: إن الملك يخيرك بين أن يَرُدَّ عليك نفقتك التي أنفقتها في طريقك من بلدك إلى هذا الموضع، وبين أن يخرج كل أسير من المسلمين في بلد الروم بغير فداء ولا درهم ولا دينار، وبين أن يعمر لك كل بلد للمسلمين مما خربت النصرانية ويرعَّه كما كان، وترجع عن غَزَاتِكَ، فقّام المأمون ودخل خيمة، فصلى ركعتين، واستخار اللهّ عزّ وجلّ وخرج، فقال للرسول: قل له، أما قولك تَرُدًّ عليَّ نفقتي، فإني سمعت اللّه تعالى يقول في كتابه، حاكياً عن بلقيس: "وإنِّي مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون، فلما جاء سليمان قال: أتمدونني بمال? فما أتاني اللّه خيرٌ مما آتاكم، بل أنتم بهديتكم تفرحون" وأما قولك: إنك تخرج كل أسير من المسلمين في بلد الروم، فما في يدك إلا أحد رجلين: إما رجل طلب اللّه عز وجل والدار الآخرة، فقد صار إلى ما أراد، وإما رجل يطلب الدنيا، فلا فَكَّ اللّه أسْرَهُ، وأما قولك: إنك تعمر كل بلد للمسلمين قد خربته الروم، فلو أني قلعت أقصى حجر في بلاد الروم ما اعتضت بامرأة عثرت عثرة في حال أسرها، فقالت: وامحمداه وامحمداه، عُدْ إلى صاحبك، فليس بيني وبينه إلا السيف، يا غلام اضرب الطبل، فرحل، فلم ينثن عن غَزَاتِهِ، حتى فتح خمسة عشر حصناً، وانصرف من غزاته، ومات المأمون بالرقة في طريق عودته من هذه الغزوة .
إخوتاه ... آه ثم آه وألف آه كلما قرأت في التاريخ قصة يزداد قلبي عزة وحسرة .... عزة أعيشها مع الماضى الجميل، وحسرة أعيشها في الواقع المرير .
أخيا
اتسبى المسلمات بكل ثغر...... وعيش المسلمين إذا يطيبوا
فقل لذوي المروأتي حيث كانوا...... اجيبوا الله ويحكم اجيبوا
اما لله والاســــلام حــق...... يدافع عنه شبان وشيبوا
واخوتاه:
لمثل هذا يذوب القلب من كمد --- إن كان فالقلب إسلام وإيمان
*******************
المصدر كتاب مروج الذهب للمسعودي ج2ص55 الموسوعة الشاملة
إرسال تعليق