خنساء القفقاس :
كانت بلاد الشركس دائماً مطمعاً للروس و التتار و غيرهم من الغزاة الطامعين بخيرات بلاد الشركس و اعتاد الشراكسة منذ العصور القديمة على الحرب و مقاتلة الغزاة و الأعداء و الدفاع عن الوطن ببسالة و إقدام حتى إنه كان يقال أن الشركسي لم يكن ينزل عن حصانه إلا للنوم فقط أو لدفن الشهداء و كان من عادة الشراكسة قديماً أن يذهب كل شباب و رجال القرية كل يوم لمحاربة الروس في الجبهات المختلفة؛ حيث تدور المعارك نهاراً، و تتوقف ليلاً و كان من عادة الشراكسة ألايتركوا الشهداء أو الجرحى في أرض المعركة أبداً و مهما كلف إخلاءهم من ثمن و كانوا يحملونهم على ظهور أحصنتهم و يعودون بهم إلى قراهم و بيوتهم حيث يقومون بدفنهم ليلاً.
و إعتادت نساء القرية أن يعتلوا أسطح بيوتهم قبل المغيب لرؤية و تفقد رجال و شباب القرية و هم عائدون من أرض المعركة .
وكانت هناك إمرأة شركسية فاضلة اعتادت أن ترسل كل يوم ابناءها الأربعة إلى ساحات المعارك و أن تنتظرهم و تستقبلهم على سطح بيتها كالعادة. و في يوم من الأيام عاد ابناءها الأربعة باكراً قبل المغيب و ثلاثة منهم شهداء محملين على أحصنتهم و يجرهم الرابع الذي بقي على قيد الحياة استقبلتهم الأم بكل قوة و ثبات و صرخت في وجه الإبن الذي عاد حياً و قالت له ياجبان لقد جلبت العار لنا لو كنت
***********************************
1- ( أباطرة وأبطال في تاريخ القوقاس)- تأليف الدكتور شوكت المفتي حبجوقة- ط1- 1962م – مطبعة المعارف – القدس- الناشر فوزي يوسف.بتصريف
وملحق قائمة اعلام الشراكسة ويكبيديا الموسوعة الحرة بتصريف
قاتلت كإخوتك ببسالة و شجاعة لما عدت حياً تقف أمامي منكس الرأس تجر أذيال العار و الخذلان أنا لا أعرف أن لي ابناً جباناً هارباً من أرض المعركة. نهرته بشدة و قالت له اذهب فوراً يا جبان إلى أرض المعركة و قاتل كالرجال و خذ بثأر إخوتك الشهداء.
عاد الشاب إلى أرض المعركة مشحوناً بقوة هائلة و قاتل يومها كالكواسر و قتل الكثير من الاعداء و ثأر لاخوته و لوالده الذي استشهد أيضاُ في أرض المعارك من قبل. حاصره الأعداء حتى استشهد و هو ممسك بسلاحه بيده (1)
فواعجبا لمن يقضي يظل سلاحه معه
ويأبى أن يفارقه ويخشى أن يودعه
*************************************
1- منتدي نادي الشراكسة بتصريف
إرسال تعليق