لم تلد النساء مثله
بسر بن أرطاة
روى الحافظ المزي وغير واحد بأسانيدهم عن العلاء بن سفيان الحضرمي قال: (غزا بسر بن أرطأة الروم فجعلت ساقته – مؤخرة الجيش - لا تزال تصاب، فيمكن لهم الكمين فيصاب الكمين، فلما رأى ذلك تخلف في مائة من جيشه، فانفرد يوماً في بعض أودية الروم فإذا براذين - البرذون: يطلق على غير العربي من الخيل والبغال - مربوطة نحو ثلاثين، والكنيسة إلى جانبهم فيها فرسان تلك البراذين الذين كانوا يعقبونه في ساقته، فنزل عن فرسه فربطه، ثم دخل الكنيسة فأغلق عليه، وعليهم بابها، فجعلت الروم تعجب من إغلاقه، فما استقلوا إلى رماحهم حتى صرع منهم ثلاثة، وفقده أصحابه فأتوا فعرفوا فرسه، وسمعوا الجلبة في الكنيسة فأتوها فإذا بابها مغلق، فقلعوا بعض السقف ونزلوا عليهم، وبسر ممسك طائفة من أمعائه بيده، والسيف بيده اليمنى، فلما تمكن أصحابه في الكنيسة سقط بسر مغشياً عليه، فأقبلوا على أولئك فأسروا وقتلوا فأقبلت عليهم الأسارى،فقالوا: ننشدكم الله من هذا؟ قالوا: بسر بن أرطاة، فقالوا: والله ما ولدت النساء مثله، فعمدوا إلى أمعائه فردوه في جوفه ولم ينخرق منه شيء، ثم عصبوه بعمائمهم وحملوه ثم خاطوه، فسلم وعوفي).(1)-.
وإذا لـم يَكُـنْ للمــوتِ بُــدٌّ
فَمِنَ الْعَجْزِ أنْ تموتَ جَبـَـانَــا
**********************************
إرسال تعليق