صلاح الدين وتحرير الأسرى
ذكر بن خلدون فى تاريخه ، أن ليون ملك الصليبيين و صاحب الدروب المجاورة لحلب ، كان التركمان المسلمون يحتاجون إلى رعى مواشيهم بأرضه ، فكان يأذن لهم فى زمن نور الدين محمود ، وبعد وفاة نور الدين غدر ليون بالرعاة المسلمين، و إستباحهم و إسترق مواشيهم ، و بلغ الخبر إلى صلاح الدين ، فخرج على الفور بجيشه لتحرير الأسرى المسلمين و بث الغارات على بلاد ليون و إكتسحها، و غنم منها غنائم عظيمة ، فأرسل ليون إلى صلاح الدين فى الصلح ، فاشترط صلاح الدين شرطاً واحداً للصلح و هو إطلاق الأسرى جميعهم و رد ما أخذ منهم فأجابه ليون إلى ذلك (1)
وذكر ابن كثير أن السلطان صلاح الدين الأيوبي افتدي الفقيهين ضياءالدين عيسي وظهرالدين بتسعين الف دينار وافتدي البارزاني صاحب الرملة الصليبيي نفسه من صلاح الدين ب150الف دينار وأطلاق الف أسير مسلم ) (2)
وذكر بن الاثير أن صلاح الدين هدم حصن مخاضة الأحزان وافتك من به من الأسري وأسر أكبر ملوك الفرنجة بن بيرزان ففدي نفسه بألف أسير مسلم(3)
قال النشو بن نفاذة، رحمه الله بعد هدم حصن مخاضة الأحزان:
هلاك الفرنج أتى عاجلاً ... وقد آن تكسير صلبانها
ولو لم يكن قد دنا حتفها ... لما عمرت بيت أحزانها
ومن مواقف صلاح الدين الجليلة أنه إفتك أربعة الآف أسير مسلم من سجن عكا
و عندما سار صلاح الدين الايوبي إلى بيت المقدس وصلته رسالة من أحد المأسورين في القدس فيها أبيات على لسان المسجد الأقصى:
يا أيهـا الملك الذي لمعالم الصـلبان نكس
جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدس
كل المساجد طُهِّرتْ وأنا على شـرفي أدنس(4)
فعندما سمعها صلاح نظر حوله وصاح علي بالسلاح واذن حي على الجهاد حي على الفلاح وحرر المسجد الاقصى ومن محرابه الطيب فاح
حدثت هذه القصص فى زمن العزة ..... أما اليوم فانت ترى ما يحدث للمسلمين فى سجون الصليبيين الأمريكان و الروس و اليهود و البوذيين و الرافضة و الطواغيت وغيرهم ، بغير جرم اقترفوه إلا أن قالو ربنا الله " وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " لا ذنب لهم إلا أنهم مسلمون
********************************
1-تاريخ بن خلدون ج5ص344
2- البداية والنهاية حوادث سنة 573 و 575و576
3-الكامل لابن الاثير حودث سنة575 ج 10ص95
4- صفحات مشرقة من التاريخ الاسلامي للصلابي
وقد وصف الأستاذ جمال فوزي حال السجناء المستضعفين فقال:
إلهي قد غدوت هنا سجينا ** لأني أنشد الإسلام دينا
وحولي إخوة في الحق نادوا** أراهم بالقيود مكبلين
طغاة الحكم بالتعذيب قاموا ** على رهط من الأبرار فينا
فطوراً مزقوا الأجسام منا ** وطوراً بالسياط معذبينا
وطوراً يقتلون الحر جهراً ** لينطق ما يروق الظالمينا اً
وقد لاقى الشهادة يا رفاقي ** رجال لا يهابون المنونا
فمهلاً يا طغاة الحكم مهلاً ** فطعم السوط أحلى ما لقينا
سمية لا تبالي حين تلقي ** عذاب الكفر يوماً أو تلينا
وتأبى أن تردد ما أرادوا ** فكانت في عداد المتقينا
سنبذل روحنا في كل وقت ** لرفع الحق خفاقاً مبينا
فإن عشنا فقد عشنا لحق** ندك به عروش المجرمين
إرسال تعليق