في زمن المعتصم تعدى الصليبيون على رجل مسلم من أهل العراق بأهل أنقره ، فنادى المسلم يا معتصماه يا معتصماه ، فقال له النصارى مستهزءون إصبر حتى يأتي المعتصم على فرسه الأبلق لينصرك .فوصل هذا القول إلي المعتصم ، فأمر بشراء كل فرس بلق و غزا أنقره و نهبها إنتقاماً للمسلم الأسير ، فرحمة الله على المعتصم(1)
وذكر الإمام العارف عبد الغفار بن نوح القوصي[14] في كتابه المسمى: سلوك أهل التوحيد، فقال: بلغ المعتصم (الخليفة العباسي) أن علجا من علوج الفرنج لطم امرأة (مسلمة، أسيرة من عَمُّورية، فقالت: وامعتصماه! فقال لها العلج: لا يجيء المعتصم إلا على فرس أبلق! (يتهكم على المرأة) فسير المعتصم إلى سائر الجهات في طلب الخيل البُلْق، وبذل فيها الأموال الجزيلة، والخلع النفيسة، حتى كمل لها ثمانية عشر ألف فرس أبلق، سار إليها بقوة العزم، وصدق النية، والغيرة على دين الله، ففتحها الله على يده، ولم تكن فتحت قبل ذلك، وأحضر العِلْج والمرأة بين يديه، وهو راكب على فرس أبلق، وقال له: قد جئتك على فرس أبلق!.
قال ابن النحاس: فهكذا فليكن إعزاز الدين، ومثل هذا ينبغي أن تكون أئمة المسلمين، اللهم لا تحرمه أجر هذه الهمة، وأثبه على ما كان عليه بكشف هذه الغمة. (2)
من مواقف المعتصم أيضا تلك القصة المشهورة عن المرأة المسلمة المسجونة في سجن عمورية و لا داعي هنا لذكرها لكونها مشهورة بين الناس .فرحمة الله علي المعتصم الذي قاد الجيوش لتحرير رجل مسلم أو امراة مسلمة أما اليوم فكم من مسلمة تنادي ومعتصماه ولامجيب(1)
رُبّ وامعتصماهُ انطلقت ** ملء أفواه الصبايا اليتيم
لامست أسماعهم لكنها ** لم تلامس نخوة المعتصم
فعذرا أختنا عذرا فقد حيل بيننا وبينك فنحن مقهورون علي أمرنا:
أختاه ........ أختاه
ترى هل تقبلى منى اعتذارى *** وسيل الدمع من عينكى جارى
وعرضك دسه اوغاد كفر *** عليك تجمعو بعد انتحارى
ومزقك ثوبك الأوغاد حتى *** تحول عندك المستور عارى
وكل عاث فى خير الصبايا *** كوحش عاث بالبيداء ضارى
وإن داريت يا أختاه عرضى *** فكيف لعاركى المخزى إدارى
وكيف سادعى الإسلام عندى *** وفوق نساؤنا جند التتارى
وكيف ساسمع القران يتلى *** بخير القول او سنن البخارى
انا يا اخت من احفاد قوم *** علو بالامس فى سبق حضارى
وكانو للصديق حمام سلم *** وللاعداء كالاسد الضوار
فى عصر فيه جند الله افنى ***جيوش الشرك فانتزع انتصارى
وفيه اجاب معتصم النداءا *** لمن نادته فى جوف الصحارى
فقاتله جيشه من اجل عرض *** تعرض للمهانه فى العراء
فاين القوم من احفاد قوم *** واين اليوم بالامس افتخارا
***************************
1- أثار البلاد و أخبار العباد للقزويني ج1ص208
-2مشارع الأشواق 2/834
إرسال تعليق