أبطال القفقاس يفضلون الموت عن الإستسلام
كم أخرجت لنا أرض القفقاس من المجاهدين الشراكسة الأبطال الذين فضلوا الموت في ساحة القتال علي أن يتنازلوا عن دينهم وعزتهم ، فقد سطر الشراكسة بدمائهم الزكية ملاحم ومواقف يندي لها الجبين أمام العدو الصليبي الروسي الغاشم لعنه الله، وأبو أن يمر العدو من أرضهم إلا علي أجسادهم،وأعلنوا الجهاد المقدس علي العدو الصليبي وتسابق الرجال والنساء لساحات الجهاد فالجهاد أصبح فرض عين عليهم كما هو معروف عند العلماء فإذا داهم العدو قطر من أقطار الإسلام أصبح الجهاد فرض عين علي أهله.
وإليك أخي بعض المواقف لأبطال القفقاس رحمهم الله هذه المواقف لا تدل إلا علي عزتهم وعلو شأنهم .
1- فضل الإعدام علي الحياة
إنه الشهيد بإذنه تعالى الجنرال المجاهد سلطان قليج كري: قائد عسكري شركسي كبير ،عمل قائداً للفرقة القفقاسية الشركسيةالتي أمره بتشكيلها قائد الجيش الروسي الأبيض (القيصري) الجنرال دينكين بالقوةعام 1917م.ولكنه رفض أمر هذا الجنرال الروسي بالهجوم على إخوانه الشيشان وتمرد عليه ، وقام بجمع 10 آلاف مجاهد قفقاسي من شراكسة الكوبان ومن القرشاي والغلغاي وعمل بتنسيق مع القائد الداغستاني المجاهد أوزون حجي في شرق القفقاس حيث استطاع الإثنان إنهاك الجيش الروسي الأبيض بقيادة الجنرال دينكين مما أدى لإنسحابه من شمال القفقاس في آذار 1920م
إستدار الجنرال سلطان ليقاتل قوات الجيش الروسي الأحمر( الشيوعي) لعدة شهور أخرى ولكن قوته استنفذت وغُلب على أمره فهاجر من وطنه إلى ألمانياعام 1922م، وظل فيها إلى عام 1942م.
حاول الإستفادة من وقائع الحرب العالمية الثانية فقام بتشكيل الفيلق الإسلامي ، وحارب القوات الروسية محاولاً إستعادة الحرية لوطنه شمال القفقاس ، ولكنه أضطر للإنسحاب والعودة إلى ألمانيا بعد إنتهاء الحرب.
وفي ألمانيا ألقي الحلفاءالقبض عليه وعلى حوالي 8 آلاف شركسي من قواته في الجيش الإسلامي أو من الوطنيين الشراكسة الذين هربوا من بطش الإستعمار الروسي بالإضافة إلى حوالي 30 ألف من القوزاق الهاربين أيضا.
طلبت روسيا تسليمها المواطنين الروس المعتقلين في ألمانيا،فأذعن الحلفاء للطلب الروسي وقاموا بتسليمهم آلاف المعتقلين . وقد حاول ضابط إنجليزي إستثناء الجنرال سلطان من عملية التسليم للروس بإعتباره يحمل الجنسية الألمانية منذ عام1921 م ولكن الجنرال سلطان رفض هذا العرض بالإستثناء من التسليم رغم علمه بحكم الإعدام الذي ينتظره في روسيا ، قائلا((إنني أفضل الموت مع جنودي الشراكسة والقوقازيين الذين حاربوا معي))
وأردف قائلا((لقد استشهد آبائي وأجدادي في ميادين الكرامة أما رفاقي هؤلاءفقد شاركوني في السراء والضراءلنفس الغاية التي هدفت إليها، فتقاسمنا شرف الحفاظ على محارم وطننا المقدس,والآن لست بمنفرد عنهم ، سأشاركهم مصيرهم المحتوم وفي تسليمهم إلى جلادينا الروس الذين تريدون أن تسوقونا إليهم،،، وإنني لن أترك شرف قيادتهم إلى المصير النها ئي لغيري....))
وهكذا تم تسليم الآلاف من المجاهدين الشراكسةوالقوقازيين والهاربين حيث تم إعدام الألوف منهم يتقدمهم في نيل شرف الشهادة قائدهم المجاهد البطل الشهيد بإذنه تعالى الجنرال سلطان قليج كري مع150 آخرين من القادة العسكريين الشراكسة والقوقازيين الشماليين فلله درهم من رجال فضلوا الموت في عزة ، علي الحياة في ذل فتسلم الروس أجساد الأبطال ووضعوها في القيود أما قلوبهم فهي حرة بين صدورهم (1)وصدق من قال :
( إن يسلب القوم العدى ** ملكي وتسلمني الجموع )
( فالقلب بين ضلوعه ** لم تسلم القلب الضلوع )
( قد رمت يوم نزالهم ** أن لا تحصنني الدروع )
( وبرزت ليس سوى القميص ** على الحشا شيء دفوع )
( أجلي تأخر لم يكن ** بهواي ذلي والخضوع )
( ما سرت قط إلى القتال ** وكان من أملي الرجوع )
( شيم الألى انا منهم ** والأصل تتبعه الفروع )
1- ملحق قائمة اعلام الشراكسة ويكبيديا الموسوعة الحرة بتصريف
إرسال تعليق