خاتمة
هذه وقائع طاب لنا سمعها وعظم لدينا وقعها وتحملها سلفنا الصالح بصبر ورضا إبتغاء رضوان الله تعالي وفي سبيل نصرة الإسلام والمسلمين هكذا كان أجدادنا كانوا كعطرا يطيب به تاريخ أمة المسلمين فقد كانوا أسوداً في كل الميادين
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وكم من درس تعلمناه من هذه القصص العطره (لقد كان في قصصهم عبرة ) وإليك بعض هذه الدروس التي تعلمناها من هذه الصفحات العطرة و التي أرجوا من الله أن ينفع بها من كتبها ومن قرائها فهذه نصيحة مني وإن كنت لست أهلا للنصح بل أنا أحوج الناس للنصيحة ولكن حقا على شراب الكؤس أن يتناصحوا
( إقبل نصيحة واعظ *** ولو أنه فيها مرائى )
( فلربما نفع الطبيب *** وكان أحوج للدواء )
1- تعلمنا في هذه الصفحات أخبارا عن صبر العلماء والقادة وبذلهم الغالي والرخيص في سبيل رفعة هذا الدين ونهضته وليست هذه الصفحات إلا نزارا يسيرا من تاريخ عظماء الاسلام فهذه باقه من مكارم الأباء أهديها إلي كرام الأبناء
2- تعلمنا من هذه الصفحات بطولات وتضحيات وعزائم نافذات وقعت من أناس متباعدي الديار مختلفي البيئات والأقطار فيهم العربي والعجمي والأبيض والأسود جمعهم الإسلام ورفعهم القران ووحدهم الإيمان ودخلوا التاريخ من أوسع أبوابه وذلك بجهادهم وصبرهم وتمسكم بدينهم حتي الرمق الأخير فنالوا الرفعة والثناء في الدنيا ونرجوا لهم الفردوس باذنه تعالي في الآخرة وهم ما نالوا ذلك إلا بإجتهادهم وتضحياتهم من أجل دين الإسلام فليكن أولئك القوم قدوتك ، فانهض لنصرة الإسلام كما نهضوا وإياك والخمول والكسل فلكل مجتهد نصيب .
فقل لمرجي معالي الامور بغير اجتهاد رجوت المحالا
3- تعلمنا من هذه الصفحات أن دين الإسلام العظيم لم يمكن بمن عاش علي ضفاف الأنهار وغرس الأشجار وجني الثمار وإنما مكن بمن بذل دمه ونفسه وأولاده وكل ما يملك لله رب العالمين (فأتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الأخرة ) وصدق من قال ( من كانت بدايته محرقه كانت نهايته مشرقه )
4- تعلمنا من هذه الصفحات كيف بلغ الأبطال الذروة في شتى المجالات دون الطمع في تشجيع يصنع لهم، أو مكافأة مادية، أو منصب دنيوي، إنما كان همهم خدمة دين ربهم ونصرة كتابهم ونشر سنه نبيهم فنالوا ما رجوه في الدنيا ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون .
5- تعلمنا من هذه الصفحات كيف عاش السلف في عزة ورفعة وكيف فضلوا الموت في عزة علي العيش في ذل وانكسار فما ينبغي لمسلم أن يذل نفسه الا لله جل في علاه
6- تعلمنا من هذه الصفحات كيف أن أعظم قوي العالم وقفت عاجزه امام قوي الإيمان وكم هزمت من شرزمة قليلة من المؤمنين الصادقين الصابرين (وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثير بإذن الله )
7- تعلمنا من هذه الصفحات كيف كان المنافقون والخونة أضر علي الأمة من الأعداء المعروفين فكم ضاعت من دول وكم دمرت من مدن، وكم هزمت من جيوش ما كان لها أن تهزم لولا خيانة المنافقين ،وخذلان المخذولين وإرجاف المرجفين وذلك تقدير العزيز العليم
8- تعلمنا من هذه الصفحات دور العقيدة في حياة المسلم فالعقيدة، هي الروح التي يحرك جسد المسلم فمسلم بلا عقيدة كجسد بلا روح، لا حراك فيه وكلما قويت العقيدة في النفس كلما نشط الانسان لنصرة الإسلام وكلما ضعفت العقيدة كلما تراجع الإنسان عن نصرة دين ربه وصاحب العقيدة الصحيحة، هو الوحيد الذي يثبت علي دينه ،حتي لو قطع إرباً إربا (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدو الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا )
9- تعلمنا من هذه الصفحات أن الذين صبروا وصمدوا ضد أعداء الإسلام هم العلماء المخلصون ، والدعاة المصلحون ومن تبعهم من القادة الفاتحين أما دعاه التغريب ودعاة القوميات، وأصحاب العقائد الفاسدة فسرعان ما سقطوا ثم انقلبوا علي الأمة وأصبحوا أداة في يد أعدائها (ومن يهن الله فما له من مكرم )
10- تعلمنا من هذه الصفحات كيف تجمع أعداء الإسلام من كل حدب وصوب مع إختلاف ديناتهم ومعتقداتهم وألوانهم وأشكالهم ولغاتهم ، وبلادهم تجمعوا من أجل شيء واحد هو القضاء علي الإسلام والمسلمين فهم كما قال القائل:
تشتت شملهم إلا علينا فسرنا كالفريسة للكلاب
1- تعلمنا من هذه الصفحات ان مطالعة التاريخ تعين الإنسان علي الصبر علي نوائب الدنيا
طالع تواريخ من في الدهر قد وجدوا ** تجد خطوبا تسلي عنك ما تجد )
( تجد أكابرهم قد جرعوا غصصا ** من الرزايا بها كم فتتت كبد )
( عزل ونهب وضرب بالسياط وحبس ** ثم قتل وتشريد لمن ولدوا )
( وإن وقيت بحمد الله شرهم ** فلتحمد الله فالعقبى لمن حمدوا )
إرسال تعليق