ذبح أربعمائة عالم بالساطور
مذبحة كبكب
قررت فرنساالصليبية منذ عام 1908م الإستيلاء على سلطنة وداي بتشاد لكنهم فوجئوا بمقاومة عنيفة، و لم يتمكنوا من دخول( ابشه) إلا عام 1909م. و في إطار مقاومة الفرنسيين لجأ سلطان وداى المسلم دودمرة إلي المناطق المجاورة و سانده الكثير من أبناء وداي خاصة العلماء الذين حرضوا الشباب علي الجهاد بل وخرجوا بأنفسهم للدفاع عن البلاد فالجهاد أصبح فرض عين عليهم هذا بجانب السنوسيين و السلطان تاج الدين سلطان المساليت بالخبينة و السلطان محمد السنوسي سداركوتي و السلطان علي دينار سلطان دارفور عام 1909م واستطاع المسلمون أن يحققوا أكثر من انتصار علي الفرنسيين، فقام الفرنسيون بضرب المسلمين بشتي الأسلحة الفتاكة المعروفه في ذلك الوقت وبالرغم من شدة القذف الصليبي وضعف الأسلحة الإسلامية ، وقلة الزخائر والموءن صمم المسلمون علي الدفاع عن بلادهم حتي الموت فقتل من أبطال الإسلام الآلالف منهم السلطان المسلم تاج الدين سلطان السماليت الذي استشهد بأذنه تعالي في معركة دورتي بدار مساليت عام 1910م و أيضا استشهد بإذنه تعالي السلطان محمد السنوسي سلطان داركوتي عام 1911 م في منطقة انديلا ،بعد كفاح شديد و مقاومة باسلة بجانب السلطان دودمرة سلطان وداي الذي استسلم بعد استبسال من عام 1902م -1911م ، و اخذ أسيرا ثم نفي إلي فورتلاني حيث قضى بقية عمره فيها بعد ذلك بدأت مناطق وداي تسقط تدريجيا في يد الفرنسيين، وبعد نفي السلطان تحمل العلماء وحدهم مسؤلية المقاومه عن طريق التحريض والتوعية والتربية للشباب المسلم ومقاطعة كل ما هو فرنسي
لقد جاءت فرنسا وهي تحمل معها مفاهيم حضارية مادية وثقافة غربية نابعة من الحضارة الفرنسية الصليبية العلمانية التي يعتقد الفرنسيون أنها تفوق جميع الحضارات، لذا يجب فرضها على بقية الشعوب، خاصة في مستعمراتها التي أخضعتها بأفريقيا.
تجدر الإشارة إلى أن الفرنسيين أظهروا في بداية استعمارهم لتشاد بأنهم لا يرغبون في التدخل في الشئون الدينية للتشاديين، لكنهم كانوا يضمرون خلاف ذلك، وهذه السياسة هي نفس السياسة التي أنتهجها نابليون عند إحتلال مصر عام 1798 فقد أعلن أنه يحترم الإسلام والقرآن ونبي المسلمين صلي الله عليه وسلم ، وما هي أيام معدودة وإذا بذلك الطاغيه يدنس الأزهر بل ويقتل علمائه ويطأ جنوده القرآن بأقدامهم النجسة هذه هي سياسة فرنسا تمسكن – فتمكن- فتشيطن. لم تلجأ فرنسا إلى استبدال القوانين التي كانت سائدة بالسلطات الإسلاميةفي بداية الاحتلال حتي لا تثير عليها ثورات الشعب التشادي إلا في 1920م حيث أصدر الكولونيل برتراند قراراً بإيقاف التعامل بالشريعة الإسلامية وإبدالها بالعرف لدى كل قبيلة،وفي سنة 1948م ، وفي عام 1946م أستبدلت كل القوانين بالقانون الجنائي الفرنسي على الرغم من تعارضه مع القوانين الإسلامية فتصدي لها العلماء المخلصون وقامت فرنسا بفتح عشر مدارس لتربي جيلاً علمانياً من المسلمين التشاديين ولكنها فشلت بسبب تصدي العلماء لها فقررت فرنسا التخلص من العلماء فقامت بعمل الحيله لجمع علما تشاد جميعا
فدعت إلي إجتماع خاص يضم كبار المسؤلين في الجيش الفرنسي وخلص ذلك الإجتماع بإتفاق الجميع بأن ترسل دعوات خاصة لكل عالم تشادي بدعوى إقامة مؤتمر صلح ووفاق ما بين التشاديين والفرنسيين لصالح أبناء تشاد والبلاد
وعليه عندما توافد العلماء جميعاً على مدينة أبشة ظناً منهم بأنه مؤتمر وطني ومن أجل مصلحة المسلمون ، وعندما تأكد العدو الفرنسي أنهم أتوا جميعاً قرروا ، في وقت واحد أن يعدمهم جميعآ دون رحمة
(السبب المباشر للمذبحة :
قام الحاكم الفرنسي بمدينة أبشة بإصدار قراراً بإستباحة أعراض النساء المسلمات المطلقات للجنود الفرنسيين وغيرهم من الأجانب الذين يعملون مع الإدارة الفرنسية وعندما احتج المواطنون على ذلك دفاعاً عن أعراضهم حاولت الإدارة الفرنسية تطبيق القرار بالقوة والقهر فثار أحد العلماء ويدعى ( يحي ولد جرمة ) وألب الناس على مقاومة القرار
فما كان من الإدارة الفرنسية بأبشة إلا أن ألقت عليهم القبض وأودعتهم السجن.
وإمعاناً من الفرنسيين بالقيم الإسلامية والتنكيل بالمسلمين وإنتهاك أعراضهم قامت بالقبض على إبنة عم الشيخ يحي المعتقل وهي من النساء المطلقات وأستبيح عرضها لجنود الحامية لكن بفضل الله تمكنت هذه المرأة من المقاومة والدفاع عن عرضها وعندما صفعها أحد الجنود الفرنسيين الذي حاول الإعتداء عليها وجدت مصادفة ( ساطوراً ) ملقياً على الأرض بالقرب منها فأخذته وهوت به على رأس ذلك الذئب البشري فسقط مدرجاً في دماءة ولفظ أنفاسه الأخيرة، فما كان من الإدارة الفرنسية إلا أن أصدرت أمر بقطع رؤوس العلماء .
وعلى رأسهم الشيخ يحي إنتقاماً للجندي الفرنسي القتيل مستخدمين نفس الساطور الذي قتلت ابنة عمه ذلك الجندي الفرنسي. وقيل أن سبب الحادثة أن أحد العلماء أفتي بأن من قتل كافراً فرنسياً دخل الجنة
لحظة تنفيذ الجريمة :
في عام 1917م قامت الإدارة الفرنسية بإصدار أمر بمحاصرة العديد من العلماء بمدينة أبشة(العاصمة الدينية لتشاد ) أثناء تأديتهم لصلاة الصبح فهجم عليهم الجنود الفرنسيون وقتلوا أكثر من 400 عالم وفقيه بإستخدام
( الكبكب ) أي ( الساطور ) لقطع رؤوس العلماء الذين تجاوزت أعمار كثير منهم الستون عاما وإنا لله وإنا إليه راجعون وصدق الله حيث يقول: ( ولا يزالون يقاتلونكم حتي يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )
وبعد الحادثة قام الجنود الفرنسيون بعد تقتيل هؤلاء العلماء قاموا بجمع كتبهم ومخطوطات وأحرقوها وأرسلوا بعضها إلى المتاحف الفرنسية واحتفظوا بالبعض الأخر في مخازن محلية بمدينة أبشه
ثم دفن هؤلاء العلماء في مقبرة جماعية بمنطقة ( أم كامل ) وهو وادي داخل
أبشه والمقبرة موجودة حتى الآن. (1)
هذه هي فرنسا التي يقولون عنها فرنسا دولة مسالمة .
هذه هي فرنسا صاحبة التاريخ الأسود ضد الإسلام والمسلمين ، وصدق الله عز وجل حيث يقول (( ولا يزالون يقاتلونكم حتي يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ))
هذه هي فرنسا التي أذاقت المسلمين الويلات في كل بلد احتلته فكم من دماء سُفكت، وكم من أعراض هُتكت، وكم من حرمات انتُهكت، وكم من حقوق ضُيعت، وكم من كرامات أُهدرت، وكم من ألوف اختُطفوا من منازلهم، ثم ذُهب بهم إلى حيث لا يُدرَى أهم
أحياء أم أموات؟ وكم من أناس قُتلوا في سجونهم بأيدي سجَّانيهم، خُفية أو جهرة!! وكم… وكم...
***********************************
إرسال تعليق