حب الشهرة
الباحث عن الشهرة قد يفعل أي شيء من أجل أن يذكره الناس فهو لا يحب إلا الشهرة ولا يبغي غير رضا الناس ولا يطلب الا مدح الجلاس والعبد الباحث عن الشهرة يفعل أي شىء للشهرة فقط وقد يدفعه حب الشهرة لأن يفعل شيئاً قبيحا كالرجل الذي ذكر بن الجوزى قصته فقد
روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه، إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاءوا به إلى والي مكة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابى: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!!
أرأيتم كيف اشتهر هذا الأعرابي ودخل التاريخ من أقذر أبوابه وإلا فما الداعي لهذه الفعلة الشنيعة إلا الحرص الشديد على بلوغ الشهرة ، وكثير ممن يبحث عن الشهرة اليوم لو اتيحت له الفرص للبول في زمزم لما تأخر ولكن هيهات فالطريق أمامه مسدود لذلك تجد الباحث عن الشهرة في هذا الزمان ينتهج منهج جديد لطلب الشهرة لا يقل شناعة عن البول في زمزم وهو سب العلماء الاجلاء بل وسب الله ورسله عليهم السلام إن لزم الأمر فهو في سبيل تحقيق الشهرة قد يضحي بكل شئ حتي بدينه وإسلامه وإلى الله المشتكي
وهذا الامر رأيناه كثيراً من أعداء الاسلام و المنافقين الذين باعو دينهم بدنياهم وهذا الامر لا يحزنني كثيرا فقد تعودنا من المنافقين علي ذلك وهذا أمر متوقع منهم ولكن الذي يحزني هو ما يقوم به بعض المنتسبين للصحوة الاسلامية من سب وقذف للعلماء والرد عليهم بأقذر الاساليب لا لشيء إلا ليقال أن هذا رد علي الشيخ الفولاني وذلك شتم الشيخ الفولاني
يا شباب الصحوة
ورب الكعبة لو كان هؤلاء العلماء قساوسة او رهبانا -حاشهم ذلك- لغسل اللصليبيون أقدامهم وشربوا مرقتها هكذا يوقر الكفار علماءهم أليس من العيب أن أهل الكتاب يكرمون رهبانهم ويقدسونهم ونحن نهين شيوخنا ونسبهم !
أليس من العيب أن يكن أهل الكتاب أفضل حالاً منا مع علماءهم الضالين ؟
ولا تفهم من كلامي أنني أدعوك لتقدس العلماء كما يفعل أهل الكتاب مع رهبانهم لا ولكن على الأقل كف لسانك عن لحوم العلماءولا تقع في أعراضهم فإنهم والله لله أولياء
فاتق الله أيها الشاب المؤمن ولا تسء الظن بالعلماء واحفظ لسانك فقد تتكلم بكلمة تكون سبب هلاكك وأنت لا تدري
قال الشاعر :
حفظ اللسان عن القبيح أمانُ يزكو به الإسلام والإيمانُ
وإذا جِنايات الجوارح عُددت فأشدها يجني عليك لسانُ
من كف كف الناس عنه إلا الخنا فكما تدين تُدانُ
إرسال تعليق