2-عمر بن عبد العزيز و فك الأسارى
ذكر بن عبد الحكم على لسان أحد المسلمين فى عهد عمر بن عبد العزيز أنه قال : دخلت القسطنطينية تاجراً فى عهد عمر بن عبد العزيز فأخذت أطوف فى بعض سككها حتى إنتهى بى المطاف فى فناء واسع ، فرأيت رجلا أعمى و يدير الرحى و هو يقرأ القرآن .
فتعجبت و قلت فى نفسي : في القسطنطينية رجل أعمي ويتكلم العربية ويدير الرحي ويقرأ القرآن إن له لنبأ ؟ فدنوت منه وسلمت عليه بالعربية فرد السلام فقلت من أنت يرحمك الله وما نبؤك ؟ فقال أنا أسير من المسلمين أسرني هذا الرومي وعاد بي الي بلده فخيرني بين أن أترك الإسلام أو أن تفقأ عيني فأخترت أن تفقأ عيني علي أن أترك الإسلام فجعلني هكذا أدير الرحي الي أن يأتي أمر الله ، فسألته عن اسمه .وبلده وقبيلته ونسبه ،وما كان لي من عمل حين عدت قبل أن طرقت باب أمير المؤمنين وأخبرته الخبر فاحتقن وجهه وإحتدم غضباً ودعا بدواة وكتب لملك الروم (قد بلغني من الآن كذا وكذا وإنكم بذلك قد نقضتم ما بيننا وبينكم من عهد "أن تسلموا كل أسير مسلم " فوالله الذي لا اله إلا هو لئن لم ترسل إلي بهذا الأسير لأبعثن إليك بجنود يكون أولها عندك وأخرها عندي ) ودعا برسول فسلمه الكتاب وأمره ألا يضيع وقتا في غير ضرورة حتي يصل ودخل الرسول علي ملك الروم وسلمه الكتاب فإصفر وجهه وأقسم أنه ما علم من أمر هذا الأسيرشيئاً وقال: لاتكلف الرجل الصالح عناء الحرب ولكنا نبعث له بأسيره معززا مكرماً ،وقد كان(1)
ومن مناقب عمر بن عبد العزيز ما ورد في سنن سعيد بن منصور أن عبد الرحمن أبي عمرة قال : : ( لما بعثه عمر بن عبد العزيز بفداء أسارى المسلمين من القسطنطينية قلت له : أرأيت يا أمير المؤمنين إن أبوا أن يفادوا الرجل بالرجل كيف أصنع ؟ قال عمر : زدهم ، قلت : إن أبوا أن يعطوا الرجل بالإثنين ؟ قال : فأعطهم ثلاثا ، قلت : فإن أبوا إلا أربعا ؟ قال : فأعطهم لكل مسلم ما سألوك ، فوالله لرجل من المسلمين أحب إلي من كل مشرك عندي ، إنك ما فديت به المسلم فقد ظفرت ، إنك إنما تشتري الإسلام ( قال : نعم أفدهم بمثل ما تفدي به غيرهم ) قلت النساء ، قال : نعم ، افدهن بما تفدي به غيرهن ، قلت : أرأيت إن وجدت امرأة تنصرت فأرادت أن ترجع إلى الإسلام ؟ قال : افدها بمثل ما تفدي به غيرها ، قلت : أفرأيت العبيد أفديهم إذا كانوا مسلمين ؟ قال : افدهم بمثل ما تفدي به غيرهم ، قلت : أفرأيت إن وجدت منهم من قد تنصر ، فأراد أن يرجع إلى الإسلام؟ قال : فإصنع بهم ما تصنع بغيرهم ، فصالحت عظيم الروم على كل رجل من المسلمين ، رجلين من الروم قال إسماعيل : وزاد فيه ناس من أصحابنا عن عبد الرحمن أنه سأل عمر بن عبد العزيز عن أهل الذمة ، فقال : افدهم بمثل ما تفدي غيرهم(2)
***************************************
1-(كتاب سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد البر ص 143 و144وكتاب المحن لأبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام التميمي )
2- المصدر سنن سعيد بن منصور باب الفداء
هذا هو موقف عمر بن عبد العزيز من إخوانه الأسري أما اليوم فمن لأسري المسلمين الذين يقتلون ويعذبون ويسجنون في الأقفاص التي لاتصلح حتي للحيوانات في كوبا وغيرها وقد وصف أحد الأسري حالة في قصيدة قال فيها :
عراةمن ملابسنا لنا والحقد تغشانا
فمنا معشر هلكوا وماتوا تحت مرآنا
ومنا من على نصب تعانقها وحيانــــا
سياط الحقد تجعلنا من التعذيب غربانا
إرسال تعليق