معركة المحارم 25مجاهدامام1800ايطالي معركة اغرب من الخيال

- معركة المحارم

خرجت من بيت حبيب الله - أحد بيوت قبيلة الفراخر- قافلة مكونة من : ( 25 ) رجلاً و ( 50 ) جملا .. متوجهة من سلوق إلى طبرق

وعندما وصلت القافلة ' حقفة أم ركبة ' بالقرب من مدينة طبرق ، إعترضت طريقها سرية إيطالية مكونة من : ( 50 ) جندياً وضابطاً ، واشتبكت مع رجال القافلة ، وتمكن المجاهدون من قتل جميع الطليان باستثناء سيارة واحدة فرت باتجاه طبرق .

وفي صباح اليوم التالي ، وقبل أن تتمكن القافلة من مغادرة أرض المعركة ، حوصرت من قبل كتيبة إيطالية مكونة من ( 1800 )من الإيطاليين والأحباش والمجندين العرب .

فضل رجال القافلة القتال على الاستسلام .. وقاتلوا قتال الأبطال حتى نالوا الشهادة جميعاً باذن الله.. إلا رئيس القافلة ويدعى : عبد السلام رأس جملة ، الذي حاصره بعض المجندين العرب .. وطلبوا منه الإستسلام .. فرفض أن يسلم نفسه إلا للقائد الإيطالي .. لأنه يريد أن يخبره بأمر هام وعندما حضر القائد الإيطالي .. ووقف أمامه متعاليا متكبرا .. صوب المجاهد عبد السلام بندقيته إليه ، وأطلق آخر رصاصاته على رأسه فخر صريعا .. انتقاما لرفقائه من رجال القافلة وفي الحال قتل الإيطاليون المجاهد عبد السلام .. وقطعوا يده التي كانت سببا في مقتل ذلك الجنرال المتغطرس .

وعن تلك الواقعة ، يقول الأستاذ / فرج لاغـا : ' وقد صدرت الأوامر الإيطالية إلى متصرف طبرق ، بتعليق اليــد على المديرية سبعة أيام كاملــة ، نكاية به وتمثيلا وعبرة لغيره ' .

إحدى النوق تعود بحمولتها :

بعد مقتل جميع رجال القافلة ، شردت جمالها ونوقها ، وهامت على وجهها في الصحراء ، وبعد مضي أكثر من شهر ، وصلت إحدى النوق إلى نجع الفواخر ، الذي كان يقطن منطقة ' ساونو' بالقرب من سلوق ، وكان عليها جوالين سكر وصندوق شاي .

ومن خلال دراساته الميدانية ، وتدوينه لأحداث هذه المعركة ، تمكن الأستاذ / فرج لاغا - من مقابلة المجاهد : عبد العاطي بوملس ، الذي شهد إفراغ حمولة تلك الناقة ، ونقل عنه الأستاذ / فرج لاغا قوله :

' ظلت تلك الناقة أكثر من شهر تهيم على وجهها في الصحراء ،وعندما أنزلوا حمولتها ، سقطت صفائح من جلدها ،تأثرا بطول مدة الأحمال على ظهرها '

احبتي في الله هذا هو حال المؤمنين الصادقين الذين فضلو الموت بعزة عن الحياة في ذل

*******************************

1- ابطال وملاحم للاستاذ / فرج لاغا

وقد أجاد الاستاذ محمد إقبال رحمه الله حينما قال في امثالهم

من ذا الذي رفع السيوف ليرفع اسمك فوق هامات النجوم مناراً

كنا جبالاً في الجبال وربما سلنا على موج البحار بحاراً

في معابد الإفرنج كان أذاننا قبل الكتائب يفتحالأمصار

لم تنس أفريقيا ولا صحراؤها سجداتنا والأرض تقذف ناراً

وكأن ظل السيف ظل حديقة خضراء تنب حولنا الأزهار

لم نخش طاغوتاً يحاربنا ولو نصب المنايا حولنا أسواراً

ندعو جهاراً لا إله سوى الذي صنع الوجود وقدر الأقدار