- الرؤيا الصالحة جند من جنودالله
إن الرؤيا الصالحة حقٌّ، بيد أنها لا تزيد عن أن تكون مبشرةً نستبشر برؤيتها خيرا ً كما شهدت بهذا أحاديث كثيرة مشهورة، والرؤيا الصالحة جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة والرؤيا الصالحة جند من جنود الله يثبت الله بها عباده الصالحين ويبشرهم بالخير والنصر المبين أو بالشهادة والثواب العظيم فإليك بعض الرؤى الصالحة
1- رؤيا صالحة لعثمان بن عفان
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عثمان رضي الله عنه أصبح فحدث فقال: إني رأيت النّبي (صلّى الله عليه وسلّم) في المنام الليلة فقال: يا عثمان إفطر عندنا، فأصبح عثمان صائماً فقتل من يومه رضي الله عنه.(1)
2- رؤيا نوف البكالى
عن صفوان بن عمرو قال حدثني بن أبي عتبة الكندي قال ": كنا نختلف إلى نوف البكالي إذ أتاه رجل وأنا عنده فقال يا أبا يزيد رأيت لك رؤيا فقال اقصصها فقال رأيت أنك تسوق جيشا ومعك رمح طويل في سنانه شمعة تضيء للناس فقال نوف لئن صدقت رؤياك لأستشهدن، فلم يكن إلا أن خرجت البعوث مع محمد بن مروان على الصائفة فلما حضر خروجه ذهبت أودعه فلما وضع رجله في الركاب فقال اللهم أرمل المرأة وأيتم الولد وأكرم نوفا بالشهادة، قال: فغزوا فلما انصرفوا فكانوا بقباقب خرج العدو على السرج فكان أول من ركب فلما رآهم شد عليهم فقتل رجلا ثم رجلا ثم قتل فقال بعض من معه فانتهينا إليه وقد اختلط دمه بدم فرسه قتيلين"
3- مجاهد يرى الحو العين
عن ثابت البناني : "أن فتى غزا زمانا وتعرض للشهادة فلم يصبها فحدث نفسه فقال والله ما أراني إلا لو قفلت الى أهلي فتزوجت قال ثم قال في الفسطاط ثم أيقظه أصحابه لصلاة الظهر قال فبكى حتى خاف أصحابه أن يكون قد أصابه شيء فلما رأى ذلك قال إني ليس بي بأس ولكنه أتاني آت وأنا في المنام فقال
********************************
1- الحاكم (ج3-103)[قال الحاكم، هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي صحيح، واخرجه ابو يعلى والبزار ونحوه كما في المجمع (ج4/232)
2- اسناد رجاله ثقات"الجهاد لابن المبارك "
انطلق الى زوجتك العيناء قال فقمت معه فانطلق بي في أرض بيضاء نقية فأتينا على روضة ما رأيت روضة قط أحسن منها فإذا فيها عشر جوار ما رأيت مثلهن قط ولا أحسن منهم فرجوت أن تكون إحداهن فقلت أفيكن العيناء قلن هي بين أيدينا ونحن جواريها قال فمضيت مع صاحبي فإذا روضة أخرى يضعف حسنها على حسن التي تركت فيها عشرون جارية يضاعف حسنهن على حسن الجواري اللاتي خلفت فرجوت أن تكون إحداهن فقلت أفيكن العيناء قلن هي بين أيدينا ونحن جواريها حتى ذكر ثلاثين جارية قال ثم انتهيت الى قبة من ياقوتة حمراء مجوفة قد أضاء لها ما حولها فقال لي صاحبي ادخل فدخلت فإذا امرأة ليس للقبة معها ضوء فجلست فتحدثت ساعة فجعلت تحدثني فقال صاحبي اخرج انطلق قال ولا أستطيع أن أعصيه قال: فقمت فأخذت بطرف ردائي فقالت أفطر عندنا الليلة فلما أيقظتموني رأيت إنما هو حلم فبكيت فلم يلبثوا أن نودي في الخيل قال فركب الناس فما زالوا يتطاردون حتى إذا غابت الشمس وحل للصائم الإفطار أصيب تلك الساعة وكان صائما وظننت أنه من الأنصار، وظننت أن ثابتا كان يعلم نسبه"(1)
4- رجل يسلم لرؤيا رئها
عن القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن المسعودي قال : "غزونا مع فضالة بن عبيد البر أرض الروم ولم يغز فضالة في البر غيرها فبينما نحن نسير إذ يسرع فضالة وهو أمير الناس وكانت الولاة إذ ذاك يسمعون ممن استرعاهم الله عز و جل فقال له قائل أيها الأمير إن الناس قد تقطعوا فقف حتى يلحقوك فوقف في مرج فيه تل عليه قلعة فيها حصن قال فمنا الواقف ومنا النازل إذ نحن برجل أحمر ذي شوارب بين أظهرنا فأتينا به فضالة فقلنا ان هذا هبط من الحصن بلا عهد ولا عقد فسأله ما شأنه فقال اني أكلت البارحة لحم خنزير وشربت خمرا وأتيت أهلي فبينما أنا نائم أتاني رجلان فغسلا بطني وزوجاني امرأتين لا تغار إحداهما على الأخرى وقالوا لي أسلم فإني لمسلم فما كانت كلمته أسرع من أن رمينا فأقبل يهوي حتى أصابه فوق عنقه من بين الناس فقال فضالة الله أكبر عمل قليلا وأجر كثيرا صلوا على أخيكم فصلينا عليه ثم دفناه في موقفنا وسرنا"(2)
*****************************
1- اسناد رجاله ثقات"الجهاد لابن المبارك "
2- اسناد رجاله ثقات"الجهاد لابن المبارك "
5- حميد بن هلال والاعرابى
عن حميد بن هلال عن صلة :"أنه خرج في جيش ومعه ابنه وأعرابي من الحي فقال الأعرابي رأيت كأنك أتيت على شجرة ظليلة فأصبت تحتها ثلاث شهدات فأعطيتني واحدة وأمسكت اثنتين فوجدت في نفسي ألا تكون قاسمتني الأخرى فلقوا العدو فقال لابنه تقدم فقتل ابنه وقتل صلة ثم قتل الأعرابي" (إسناد رجاله ثقات)
6- رؤيا لصلة
العلاء بن هلال الباهلي :" أن رجلا من قوم صلة قال لصلة يا أبا الصهباء إني رأيت أني أعطيت شهادة وأعطيت أنت شهادتين فقال له صلة خيرا رأيت تستشهد وأستشهد أنا وابني قال فلما كان يوم يزيد بن زياد لقيهم الترك بسجستان فكان أول جيش انهزم من المسلمين ذلك الجيش فقال صلة لابنه يا بني إلى أمك فقال يا أبت أتريد الخير لنفسك وتأمرني بالرجعة أنت والله كنت خيراً لأمي مني قال أما إذا قلت هذا فتقدم قال فتقدم فقاتل حتى أصيب فرمى صلة عن جسده وكان رجلا راميا حتى تفرقوا عنه وأقبل يمشي؛ حتى قام عليه فدعا له ثم قاتل حتى قتل "( إسناد رجاله ثقات) والله أن ما فعله صلة من تقديم ابنه للقتل اولا امر غريب وعجيب لا يفعله الا مؤمن قوي الإيمان ولا نزكي علي الله أحد ولكن الاغرب منه هو رد فعل زوجته وأم ولده فعن معاذة ان امرأة صلة قالت :" لما جاءها نعي زوجها وابنها قتلا جميعا قدمه بين يديه ،قال لابنه تقدم فأحتسبك فقتل ثم قتل الأب فلما جاءها نعيهما جاء النساء فقالت إن كنتن جئتن لتهنئنا بما أكرمنا الله به فذلك وإلا فارجعن" (إسناد رجاله ثقات)
إرسال تعليق