أرسل أبو فراس بن العلاء بن حمدان رسالة إلى أمه و هو أسير عند الروم في عام 351هـ قال فيها :
فيا أمنا لا تعدمى الصبر إنه إلى الخير و النجح القريب رسول
و يا أمنا لا تحبطى الأجر إنه على قدر الصبر الجميل جذيل
أم لك فى ذات النطاقين أسوة بمكة و الحراب العوان تجول
أراد ابنها اخذ الامان فلم يجب و تعلم علمــــــــا إنه لقتــــيل
تأسي كفاك الله ما تحذرينه فقد غال هذا الناس قبلك غول
و كونى كما كانت باحد صفية اذا لعلتها رنــــة و عـــــويل
و ما لم يرده الله فهو ممزق و من لم يعز الله فـــــهو ذليل
و ما لم يرده الله فى الامر كله فليس لمخلوق اليه سبــــــيل
و من شعره أيضا و هو يرثى نفسه :
أرث لصب بك قد زدته على بقايا أسره أســــــــــرا
قد عدم الدنيا و لزاتها و لكنــــــــه لم يعدم الصبرا
فهو أسير الجسم فى بلدة وهو أسير القلب فى أخرى
و قد ظل أبو فراس أسير إلى أن فداه سيف الدولة و فدى معه كثير من أسرى المسلمين و ذلك فى عام 355هـ (1)
و مدحه البغباء فقال
و فديت أسر العدو معاشرا لولاك ما عرف الزمان فــداء
كانو عبيدا نداك ثم شريتهم فغدو عبيدك نعمة و شـــراء
و الأسر إحدى الميتين و طالما خلدو به فأعدتهم احيــــــــاء
و ضمنت نفسي أبي فراس للعلا إذ منه أصبحت النفوس براء
ما كن إلا البدر طال سراره ثم إنجلى و قد إستتم بهــــــاء
يوم غدا فيه سماحك يعتق الأسر منك ياسر الأمــــــــــراء
1- تاريخ الطبري بتصرف حوادث سنة 351 و355
إرسال تعليق