-->
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

القلوب جند من جنود الله تعالى

 القلوب جند من  جنودالرحمن 
إن من جنود الله عزوجل التي ينصر بها عباده المؤمنين  هي تحول القلوب التي بين ضلوع الكافرين فالقلوب بين  اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاءحتى يتحول العدو الى صديق حميم ويتحول العلج الى مجاهد والفاجر الى عابد فسبحان مقلب القلوب
  والتاريخ زاخر بالقصص في هذا الشأن منه ما  حدث في غزوة  الخندق عندما تحول قلب أحد المشركيين المحاربيين لرسول الله صلي الله عليه وسلم من الكفر إلى الإيمان فقد ألقى الله الإيمان في قلب نعيم بن مسعود الغطفاني وكان مع المشركين، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لنعيم: (إنما أنت فينا رجل واحد فَخَذِّل عنا إن استطعت فإن الحرب خدعة) [ابن إسحاق].
طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من نعيم أن يظل في قومه ويستخدم ذكاءه وحيلته في صرفهم عن المسلمين، فذهب نعيم إلى يهود بني قريظة، وكان صديقًا لهم في الجاهلية، فقال لهم: يا بني قريظة، قد عرفتم ودي إياكم، وخاصة ما بيني وبينكم. قالوا: صدقت، لست عندنا بمتهم.
فقال لهم: إن قريشًا وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره، وإن قريشًا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه، وقد ظاهرتموهم (ناصرتموهم) عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فليسوا كأنتم فإن رأوا نهزة (فرصة) أصابوها، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم، وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنًا من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معهم محمدًا حتى تناجزوه (تقاتلوه). فقالوا له: لقد أشرت بالرأي.
ثم توجه إلى قريش، فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش: قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمدًا، وإنه قد بلغني أمر رأيت على حقًّا أن أبلغكموه نصحًا لكم، فاكتموا عني، فقالوا: نفعل. قال: تعلمون أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد أرسلوا إليه: إنا قد ندمنا على ما فعلنا، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين من قريش وغطفان رجالا من أشرافهم فنعطيكهم، فتضرب أعناقهم  ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم؟ فأرسل إليهم: أن نعم.
فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنًا من رجالكم، فلا تدفعوا إليهم منكم رجلا واحدًا، ثم توجه إلى قبيلة غطفان، فقال: يا معشر غطفان، إنكم أصلي وعشيرتي، وأحبُّ الناس إلي، ولا أراكم تتهمونني. قالوا: صدقت، ما أنت عندنا بمتهم. قال: فاكتموا عني. قالوا: نفعل، فما أمرك؟ فقال لهم مثل ما قال لقريش وحذرهم مما حذرهم. وذهب المشركون يطلبون من اليهود أن يقاتلوا معهم المسلمين، فطلب اليهود عددًا من الرهائن، وهنا تأكد لكل منهم صدق نعيم بن مسعود في نصحه لهم، فرفض الكفار إعطاء الرهائن، وامتنع اليهود عن الحرب معهم، وهكذا استطاع مسلم واحد بإرادة الله تعالى وتوفيقه أن يشتت شمل الكفار واليهود بعدما كانوا مجتمعين ضد المسلمين وتكررت هذه الكرامة كثيرا فقد ذكرنا موقف  قريب الشبهه من موقف الصحابي الجليل نعيم بن مسعود  في قصة شهاب الدين الغوري في الرسالة الاولى "كم من فئة قليلة "فلا داعي لذكرها مرة اخرى ولكن نذكر قصة ذكرها بن الأثيرفقد ذكر قصة مشابهة في كتابة الكامل في التاريخ فقال رحمه الله   
( اجتمعت الكرج في خلتي كنير، يبلغون ثلاثين ألف مقاتل ، ودخلوا بلاد الإسلام ، وقصدوا مدينة دوين أذربيجان ، فملكوها ، ونهبوها ، وقتلوا من أهلها وسوادها نحو عشرة آلاف قتيل ، وأخذوا النساء سبايا ، وأسروا كثيراً وأعروا النساء ، وقادوهن حفاة عراة ، وأحرقوا الجامع والمساجد ، فلما وصلوا إلى بلادهم ، أنكر نساء الكرج ما فعلوا بنساء المسلمين ، وقلن لهم : قد احوجتم المسلمين إلى أن يفعلوا بنا مثل ما فعلتم بنسائهم ، وكَسَوْنهن ، ولما بلغ الخبر إلى شمس الدين ايلدكز - صاحب أذربيجان ، والجبل ، وأصفهان - جمع عساكره ، وحشدها ، وانضاف إليه شاه أرمن بن سكمان القطبي - صاحب خلاط - وابن آقسنقر- صاحب مراغة وغيرها - فاجتمعوا في عسكر كثير، يزيدون على خمسين ألف مقاتل ، وساروا إلى بلاد الكرج ، في صفر، سنة ثمان وخمسين ، ونهبوها، وسبوا النساء والصبيان ، وأسروا الرجال ، ولقيهم الكرج ، واقتتلوا أشذ قتال صبر فيه الفريقان ، ودامت الحرب بينهم أكثر من شهر، وكان الظفر للمسلمين ، فانهزم الكرج ، وقُتِل منهم كثير، وأُسِر كذلك ،وكان سبب الهزيمة أن بعض الكرج حضر عند ايلدكز فأسلم على يديه ، وقال له : تعطيني عسكراً حتى أسير بهم في طريق أعرفها، وأجيء إلى الكرج من ورائهم وهم لا يشعرون ، فاستوثق منه ، وسيَّر معه عسكراً ، وواعده يوماً يصل فيه إلى الكرج ، فلما كان ذلك اليوم ، قاتل المسلمون الكرج ، فبينما هم في القتال وصل ذلك الكرجي الذي أسلم ومعه العسكر، وكبروا وحملوا على الكرج من ورائهم ، فانهزموا، وكَثُر القتل فيهم والأسر، وغنم المسلمون من أموالهم ما لا يدخل تحت الإحصاء لكثرته ، فإنهم كانوا متيقنين الظفر لكثرتهم ،فخيب الله ظنهم وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون ثلاثة أيام بلياليها ، وعاد المسلمون منصورين قاهرين (1)  
فسبحان مقلب القلوب الذي ينصر عباده بتقليب قلوب الكافرين من الكفر الى الايمان  فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم 

*****************************************

1- الكامل بن الاثير ج9حوادث سنة 557  ص458          

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

أغرب القصص الإسلامية في التاريخ

2016