الطير الابيض وجمال الدين
ذكر بن الاثير في وفيات سنة تسع وخمسين وخمسمائة ذكر وفاة جمال الدين الوزير
حكى لي إنسان صوفي ، يقال له أبو القاسم ، كان مختصاً بخدمة جمال الدين في الحبس ،قال : لم يزل مشغولاً في محبسه بأمر آخرته ، وكان يقول : كنت أخشى أن أنقُل من الدست إلى القبر، فلما اتفق أن مرض قال لي : في بعض الأيام : يا أبا القاسم ، إذا جاء طائر أبيض إلى الدار، فعرفني ، قال : فقلتُ في نفسي ، قد اختلط عقله ، فلما كان الغد، أكثر السؤال عنه ، وإذا بطائر أبيض لم أر مثله ، قد سقط ، فقلت جاء الطائر فاستبشر، ثم قال:جاء الحق ،وأقبل على الشهادة، وذكر الله تعالى إلى أن توفي ، فلما توفىِ ، طار ذلك الطائر، فعلمت أنه رأى شيئاً في معناه وأما سيرته فكان ، رحمه الله ، أسخى الناس ، وأكثرهم بذلاً للمال ، رحيماً بالخلق ، متعطفاً عليهم ، عادلاً فيهم ، فمن أعماله الحسنة، أنه جدد بناء مسجد الخيف بمنى ، وغرم عليه أموالًا كثيرة جسيمة، وبنى الحجر بجانب الكعبة ، وزخرف الكعبة، وذهبها، وعملها بالرخام ، وكان يشتري الأسرى كل سنة بعشرة آلاف دينار، هذا من الشام حسب ، سوى ما يُشترى مِنَ الكرج ومن كرمة أنه تصدق بثيابه مِنْ على بدنه ، في بعض السنين التي تعذرت الأقوات فيها .
ونقل رحمه الله بعد موته من السجن الي مكة وصلوا عليه بالحرم الشريف ، وبين قبره وقبر النبي صلى الله عليه وسلم خمسة عشر ذراعاً .(3)
****************************
الكامل لابن الاثير ج10حوادث سنة 559ص470
أين كان سجنه
ردحذفلم يذكر بن الأثير اين كان سجنه
حذفمنورنا يا شيخ محمد