4- الوحوش تتسبب في هزيمة الصلبين وانتصار العثمانيين
في سنة تسع وأربعين وثمانمائة أسلم جميع الأساري الذين جهزهم ملك الروم العثماني إلى سلطان مصر ، وذكروا أنهم من بني الأصفر ، وأن ملكهم قتل في المعركة ، وأن عسكرهم كان أضعاف عسكر ابن عثمان ، وأن النصر الذي حصل ما كان على الخاطر ؛ وذلك أن الكفار كانت لهم مدة في التجهيز لأخذ بلاد السواحل من المسلمين والتوصل إلى الاستيلاء على بيت المقدس ، فأجتمع منهم من جميع أمصارهم من يستطيع القتال ، ولم يشكوا هم ولا ملك المسلمين في أخذ السواحل وانكسار عساكر المسلمين ، ففتح الله للمسلمين بالنصر بأن ملك الكفار لما رأى قلة عسكر المسلمين طمع فيهم فحمل بنفسه وكان شجاعا بطلا ً، فقتل من المسلمين عدة أنفس ورجع ، ثم حمل ثانيا فصنع ذلك ، ثم حمل ثالثا فاستقبلوه بالسهام فأصابه سهم فسقط ، فنزل فارس من المسلمين فحز رأسه وسار به إلى ملك المسلمين ، فنصب رأسه على رمح ونادى في الكفار بقتل ملكهم وفي نفس الوقت تحركت مجموعة من الوحوش الكاسرة على جماعة من الغزلان اجتمعت في مكان ، فثار بين الفريقين غبرة عظيمة وظنها الكفار نجدة من بلاد المسلمين من مصر أو غيرها ، فاشتد رعبهم وانهزموا لا يلوي أحد على أحد ، واشتد الغبار فقتل بعضهم بعضا ، فانهزموا بغير قتال وتبعهم المسلمون فبادروهم أسرا وقتلا وكفى الله المؤمنين القتال ؛ وجهز ملكهم بعض الأسرى إلى سلطان مصر ، فسلمهم للأمير الزردكاش فحسن لهم الإسلام فأسلموا (2)
فسبحان من حرك الوحوش ليظنها الكفار مدد وجيوش فتنهار معنوياتهم وتسقط رايتهم قبل سقوط رأس ملكهم وتفر جنودهم وابطالهم وبفضل الله ينتصر المسلمون ويكسرون شوكاتهم ****************************************
إرسال تعليق