- التكبير يرعب الاعداء
أخرج البيهقي عن الحاكم بأسانيد لا بأس بها، أن هشام بن العاص قال: عندما بعثت إلى ملك الروم، قلنا له لا إله إلاّ الله، والله أكبر، فلمّا تكلمنا بها (والله يعلم) لقد انتفضت الغرفة.(2)
وذكر بن الأثير (أن الأمير علي بن يحيى، صاحب إفريقية، لما استوحش من( رجار)صاحب صقليةالصليبي ، جدد الأسطول الذي له، وكثر عَدده وعُدده، وكاتب أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين بمراكش بالاجتماع معه على قصد جزيرة صقلية، فلما علم رجار ذلك كف عن بعض ما كان يفعله.فاتفق أن علياً مات سنة خمس عشرة، وولي ابنه الحسن، فلما دخلت سنة ست عشرة وخمسمائة سير أمير المسلمين أسطولاً، ففتحوا نقوطرة بساحل بلاد قلورية، فلم يشك رجار أن علياً كان سبب ذلك، فجد في تعمير الشواني والمراكب، وحشد فأكثر، ومنع من السفر إلى إفريقية وغيرها من بلاد الغرب، فاجتمع له من ذلك ما لم يعهد مثله، قيل: كان ثلاثمائة قطعة، فلما انقطعت الطريق عن إفريقية توقع الأمير الحسن بن علي خروج العدو إلى المهدية، فأمر باتخاذ العدد، وتجديد الأسوار، وجمع المقاتلة، فأتاه من أهل البلاد ومن العرب جمع كثير.فلما كان جمادى الآخرة سنة سبع عشرة سار الأسطول الفرنجي في ثلاثمائة قطعة، فيها ألف فارس وفرس واحد، إلا أنهم لما ساروا من مرسى علي فرقتهم الريح، وغرق منهم مراكب كثيرة، ونازل
************************************
1- الكامل لابن الاثير ج4 حوادث سنة 96 ص289 و290
2- تفسير ابن كثير 2/251 وقال ابن كثير جيد الأسناد، ورجاله ثقات وأبو نعيم في الدلائل ص9].
من سلم منهم جزيرة قوصرة ففتحوها، وقتلوا من بها، وسبوا وغنموا، وساروا عنها، فوصلوا إلى إفريقية، ونازلوا الحصن المعروف بالديماس أواخر جمادى الأولى، فقاتلهم طائفة من العرب كانوا هناك، والديماس حصن منيع، في وسطه حصن آخر، وهو مشرف على البحر.وسير الحسن من عنده من الجموع إلى الفرنج، وأقام هو بالمهدية في جمع آخر يحفظها، وأخذ الفرنج حصن الديماس، وجنود المسلمين محيطة بهم، فلما كان بعد ليال اشتد القتال على الحصن الداخل، فلما كان الليل صاح المسلمون صيحة عظيمة ارتجت لها الأرض، وكبروا، فوقع الرعب في قلوب الفرنج، فلم يشكوا أن المسلمين يهجمون عليهم، فبادروا إلى شوانيهم، وقتلوا بأيديهم كثيراً من خيولهم، وغنم المسلمون منها أربعمائة فرس، ولم يسلم معهم غير فرس واحد، وغنم المسلمون جميع ما تخلف عن الفرنج، وقتلوا كل من عجز عن الطلوع إلى المراكب.فلما صعد الفرنج إلى مراكبهم أقاموا بها ثمانية أيام لا يقدرون على النزول إلى الأرض، فلما آيسوا من خلاص أصحابهم الذين في الديماس ساروا والمسلمون يكبرون عليهم ويصيحون بهم، وأقامت عساكر المسلمين على حصن الديماس في أمير( داذ) لا يحصون كثرته، فحصروه، فلم يمكنهم فتحه لحصانته وقوته، فلما عدم الماء على من به من الفرنج، وضجروا من مواصلة القتال ليلاً ونهاراً، فتحوا باب الحصن وخرجوا، فقتلوا عن آخرهم، وذلك يوم الأربعاء منتصف جمادى الآخرة من السنة، وكانت مدة إقامتهم في الحصن ستة عشر يوماً.ولما رجع الفرنج مقهورين أرسل الأمير الحسن البشري إلى سائر البلاد) (1)
4- قصة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب والفارس
أراد الامير عثمان قتل الشيخ محمدبن عبدالوهاب فأرسله مع فارس وأوهمه أنه يوصله وهو يريد قتله ، فركب الفارس جواده والشيخ يمشي مترجلا أمامه، وليس معه الا المروحة؛ وذلك في غاية الحر، في فصل الصيف فقال ابن معمر لفارسه :اذا وصلت الي أخيه يعقوب فاقتله
عنده وكان يعقوب هذا رجلاً صالحا ً قتل ظلما بين الدرعية والعينية وجعل في غار جبل هناك علي قارعة الطريق ونسب اليه الشيخ والي أخوته لأجل الصلاح فسار الفارس والشيخ أمامه وهو لا يلتفت ويلهج بقوله تعالي :
(ومن يتقي الله يجعل له مخرجا )
وسبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر
والفارس لم يكلمه فلما هم بقتله كف الله عنه يده وأبطل كيده وقذف في قلبه الرعب حتي ما استطاع أن يمشي قدما فحرف جواده وانصرف الي العيينة وقال لعثمان :إنه أصابني رعب عظيم حتي خفت علي نفسي ونجا الشيخ بحمد الله من القتل ومن (ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ) (2)
*******************************************
1- انظر الكامل حوادث سنة517ص222
2- المختار المصون من اعلام القرون ص1901نقلا عن كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد
إرسال تعليق