الصين تدفع الجزية لخوفها من المسلمين
أجمع قتيبة بن مسلم لغزو مدينة كاشغر سنة 96هـ وهى أدنى مدن الصين فسار لذلك و حمل مع الناس عيالاتهم ليضعها فى سمرقند ، و عبر النهر و جعل على المحاذ مسلحة يمنعون الراجع من العسكر و بعث مقدمته إلى كاشغر ، فغنموا و سبوا و ختم أعناق السبى و أوغل حتى قارب الصين ، فكتب إليه ملك الصين يستدعى من أشراف العرب من يخبره عنهم و عن دينهم ، فانتخب قتيبة عشرة من العرب و كان منهم هبيرة بن شمرخ و أمر لهم بعدة حسنة و قال لهم " اعلموا ملك الصين أنى حالف أن لا انصرف حتى أطأ بلادهم و اختم ملوكهم و أجبي خراجهم "
***************************************
1- نفح الطيب (1/270)
و لما قدموا إلى ملك الصين دعاهم فى اليوم الأول فدخلوا عليه و عليهم الغلائل و الأردية و تطيبوا و لبسوا النعال ، فلم يكلمهم الملك و قال بعد انصرافهم هؤلاء نسوان ، ثم جاءوا فى اليوم الثاني فلبسوا الوشي و المطارف و العمائم فلم يكلمهم و قال هى أقرب إلى هيئة الرجال ، ثم دخلو إليه فى اليوم الثالث فلبسوا سلاحهم و على رؤوسهم البياض و المغافر و توشحوا السيوف و اعتقلوا الرماح و نكبوا القسى فهالهم منظرهم ثم انصرفوا وكبوا فتطاردوا فعجب القوم منهم ثم دعا زعيمهم هبيرة بن شمرخ فسأله الملك لم خالفوا في زيهم ؟؟
فقال هبيرة : أما اليوم الأول فإنا نساء فى أهلنا ، وأما اليوم الثانى فزينا عند أمرائنا و أما اليوم الثالث فزينا لعدونا.
فاستحسن ملك الصين ذلك ثم قال له مهددا " لقد رأيتم عظم ملكى و أنه ليس من أحد يمنعكم مني و قد عرفت قلتكم فقولوا لصاحبكم ينصرف و إلا بعثت من يهلككم "
فقال هبيرة : كيف نكون في قلة وأول خيلنا في بلادك و أخرها فى منابت الزيتون و أما القتل فلسنا نكرهه و لا نخافه و لنا آجال إذا حضرت فلن نتعهدها و قد حلف صاحبنا أنه لا ينصرف حتي يطأ أرضكم و يختم ملوككم و يأخذ جزيتكم .
فقال ملك الصين فأنا نخرجه من يمينه نبعث له بتراب من أرضنا فيطؤه و نرسل إليه أبناء ملوكنا فيختمهم و نهديه هدية ترضيه .
و قدم هبيرة على قتيبة فقبل الجزية ووطئ التراب و ختم الغلمان و ردهم و انصرف (1)
. قال سوادة بن عبد الملك السولي:
لاعيب في الوفد الذين بعثتهم ... للصين إن سلكوا طريق المنهج
كسروا الجفون على الردى ... حاشا الكريم هبيرة بن مشمرج
أدى رسالتك التي استرعيته ... فأتاك من حنث اليمين بمخرج
إرسال تعليق