قصة عجيبة من قصص اليهود
وفي الوقت الذي تم فيه تنفيذ حكم الإعدام العادل في عصابة الغدر والخيانة والإجرام من يهود بني قريظة، حدثت قصة عجبية مثيرة، محورها محارب يهودى قديم عنيد.
كان هذا اليهودى المحارب واسمه (الزبير بن باطا) من قادة بني قريظة في الجاهلية وكان قد أَسدى معروفًا كبيرًا إلى رجل من صحابة محمد قبل الإسلام، وهو ثابت بن قيس بن الشماس
وفي الوقت الذي تم فيه تنفيذ حكم الإعدام العادل في عصابة الغدر والخيانة والإجرام من يهود بني قريظة، حدثت قصة عجبية مثيرة، محورها محارب يهودى قديم عنيد.
كان هذا اليهودى المحارب واسمه (الزبير بن باطا) من قادة بني قريظة في الجاهلية وكان قد أَسدى معروفًا كبيرًا إلى رجل من صحابة محمد قبل الإسلام، وهو ثابت بن قيس بن الشماس
الخزرجي فحاول هذا الصحابي الجليل أن يجزى هذا اليهودى على معروفه السابق.
فذهب هذا الصحابي إلى نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وذكر له قصة فضل هذا اليهودى ومنته عليه، وطلب منه - بصفته القائد الأعلى ذا الصلاحيات المطلقة في العفو عمّن يرى - أَن يعفو عن هذا اليهودي المحكوم عليه بالإعدام. ليرد له بذلك فضله السابق عليه.
فوافق النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - وأَجاب صاحبه إلى ما طلب، ولكن الغريب في الأمر هو أن هذا اليهودى، أبى -بعد صدور العفونه- إلا أَن يُقتَل كما قُتل قومه ليلحق بهم إلى الجحيم.
وتفصيل ذلك، هو أن بني قريظة كانوا يُعْتبرُون في السلم والحرب جزءًا من قبيلة الأوْس، وذلك بفعل رابطة التحالف القائمة بين القبيلتين، كما هي القاعدة المتبعة عند العرب في الجاهلية.
ولذلك فإن يهود بني قريظة كانوا، إذا ما نشبت (في تلك الحروب الأهلية الطويلة) معركة بين الأوس والخزرج يقفون إلى جانب الأوْس فيقاتلون معهم حتى النهاية كجزء لا يتجزأ منهم كما كان يفعل يهود بني النضير وبنى قينقاع مع الخزرج حلفائهم.
وعندما نشبت معركة بُعاث الشهيرة في الجاهلية بين الأوس والخزرج والتي كان النصر الساحق فيها للأوْس علي الخزرج، وقع
ثابت بن قيس بن الشماس الخزرجى أسيرًا في يد القائد اليهودى الزبير بن باطا هذا, الذي كان يقود بعض اليهود في تلك المعركة ضد الخزرج.
وقد منَّ الزبير هذا على ثابت بن قيس حيث أخلى سبيله بعد أن جزَّ ناصيته، فحفظها قيس يدًا بيضاء للزبير بن باطا.
فلما وقع بنو قريظة في عملهم السئ، ونزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحكم عليهم القاضي سعد بن معاذ بالإعدام جميعًا، تذكر ثابت بن قيس ما لليهودي الزبير بن باطا عليه من فضل سابق، فأحبَّ أن يردَّ له جميله، فتوجه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وطلب منه (كما تقدَّم) أن يمنَّ على هذا اليهودى فَيَهَبَه له لينجو من القتل, ففعل النبي - صلى الله عليه وسلم - بل وأمر (استجابة لالتماس آخر قدمه صاحبه ثابت) بأَن يعاد إِلى هذا اليهودي كل أبنائه، نسائه وكامل أَمواله، ولكن هذا اليهودى العنيد الذي تخطى الستين من عمره رفض كل ذلك وأبى إلَّا أن يموت كما مات زملاؤه في الخسّة والغدر والخيانة من بني قريظة.
إرسال تعليق