- الجهل
الجهل داء عضال دواؤه العلم بل هو سم قاتل يفتك بصاحبه فالجهل موت والعلم حياة والناس موتى وأهل العلم احياء
قال الشاعر
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله**** فأجسامهم قبل القبور قبور
وإن امرئ لم يحيى بالعلم ميــت***** فليس له حتى النشور نشور
والجهل من أعظم المصائب فلا توجد مصيبة أعظم من الجهل لان الجهل من أعظم صفات المنافقين الكارهين لشرع الله
قال تعالي (وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)
والجهل يشقي صاحبه في الدنيا والاخرة كما أن العلم يرفع أهله في الدنيا والاخرة قال الله تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة: من الآية11)
قال صالح ابن عبد القدوس
لن تبلغ الأعداء من جاهل ... ما يبلغ الجاهل من نفسه(1)
وكل امرئ لا يحسن العوم غارق ... إذا ما رماه الجهل في لجة البحر
والجهل سبب للإعراض عن الحق ومحاربته، ومنابذة أهله بالعداء، وهو أكثر داء في أهل الباطل قال تعالى: (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ)[الأنبياء:24].
والجهل أنواع
وأعظم أنواع الجهل وأشده وأشنعه الجهل بالله تعالى وبدينه الذي ارتضاه لعباده، فمن عطل عقله عن تحصيل ما ينفعه من العلوم الشرعية التي بها يقيم دينه، ويعبد ربه فهو من الجاهلين، ولو كان مبرزا في علوم الدنيا، وكثير من الناس اليوم عالم بأمر دنياه جاهل بأمر آخرتة ومع شدة جهله بالعلم الشرعى إلا أنك تجده يفتي في شرع الله برأيه من غير علم ولا هداً ولا كتاب منير وذلك لأنه يجهل قدر نفسه الحقيقي ومن جهل قدر نفسه كان بقدر غيره أجهل
لذلك تجد ذلك الجاهل يجهل قدر العلم والعلماء وسرعان ما نسمع من هؤلاء الجهلاء سب وقذف للعلماء الأجلاء وإن حاولت أن تدافع عن العلماء ستصبح عندهم مدان لأن غالبهم حمقى يصعب علاجهم إلا بالعلم وهم لا يصبرون على طلب العلم لذلك أمرنا الله تعالي بتبليغ الدعوة والإعراض عن الجاهليين قال تعالى (خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ) [الأعراف:199] وقال تعالي (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) [الفرقان:63].نسأل الله تعالي أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا
******************
1- فوات الوفيات - (ج 2 / ص 116)
إرسال تعليق