- العجب والغرور
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثٌ مهلكات وثلاثٌ منجيات، وثلاثٌ كفارات وثلاثٌ درجات، فأما المهلكات: فشحٌ مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه)
قال الإمام النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين : فيما جاء في الكبر والإعجاب.
الإعجاب: أن يرى الإنسان عمل نفسه فيعجب به، ويستعظمه ويستكثره .
والعجب يهدم المحاسن وإعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله وقد كان السلف يخافون العجب قال مطرف بن الشخير رحمه الله تعالى لأن أبيت نائماً وأصبح نادماً أحب من أن أبيت قائماً وأصبح معجباً.)(1) وذلك لا ن العجب آفة من الآفات الخبيثة لا يفطن لها إلا من أعانه الله والإنسان المعجب بنفسه وبرأيه كثيراً ما يقع في العلماء حتي وإن كان من أهل العلم وذلك لأنه يظن نفسه أعلم من كل البشر وفي الحقيقة هو أجهل من كل البشر لأنه جهل قدر نفسه ومن جهل قدر نفسه كان بغيره أجهل
قال الشاعر
تقول أنا المملوء علماً وحكمة ... وأن جميع الناس غيرك جاهل
فإن كان ما في الناس غيرك عالم ... فمن ذا الذي يقضي بأنك فاضل
والانسان المعجب بنفسة يتصيد الأخطاءلغيره وينسى أخطاءه التي أحصاها الله في كتاب لا يضل ربي ولا ينسي وكان الاولى لهذا العبد أن ينشغل بنفسه عن غيره
قال أبو جعفر النيسابورى وكان من الورعين وله كلام حسن وكان يقول" أنت تبغض أهل المعاصى بذنب واحد تظنه ولا تبغض نفسك مع ما تيقنته من ذنوبك"(2)
صدق والله نفسك أولا بالبغض من نفس غيرك وذنوبك أولا أن تنشغل بها عن ذنوب غيرك
أيها المذنب المفرط جهلا ... كم تتمادى وتركب الذنب جهلا ..
كم وكم تسخط الجليل بفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدأ جفون من ليس يدرى ... أرضى عنه من على العرش ام لا(3)
******************************
1- التدوين في أخبار قزوين - (ج 2 / ص 3)
2- المنتظم - (ج 6 / ص 176)
3- المنتظم - (ج 6 / ص 51)
أخى الحبيب لا تغتر بنفسك فالقلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن فينبغي للعبد أن يكون علي حذر وخوف من الله ولا يغتر بعمله ولا يأمن مكر الله تعالي فالقلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء واليك هذه القصة لعلها تكون لك زاجرحتى لا تطمئن لنفسك ولا تغتر بعملك
قال عبدة بن عبد الرحيم خرجنا في سرية إلى أرض الروم فصحبنا شاب لم يكن فينا أقرأ للقرآن منه ولا أفقه ولا افرض صائم النهار قائم الليل فمررنا بحصن فمال عنه العسكر ونزل بقرب الحصن فظننا أنه يبول فنظر إلى إمرأة من النصارى تنظر من وراء الحصن فعشقها فقال لها بالرومية كيف السبيل إليك قالت حين تنصر ويفتح لك الباب وأنا لك ففعل فأدخل الحصن قال فقضينا غزاتنا في أشد ما يكون من الغم كأن كل رجل منا يرى ذلك بولده من صلبه ثم عدنا في سرية أخرى فمررنا به ينظر من فوق الحصن مع النصارى فقلنا يا فلان ما فعلت قراءتك ما فعل علمك ما فعلت صلواتك وصيامك قال اعلموا أني نسيت القرآن كله ما اذكر منه إلا هذه الآية (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون)(1) نسأل الله السلامة والثبات على الدين
إرسال تعليق