الكبر
قال الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}. (القصص
قال النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين : فيما جاء في الكبر والإعجاب.
الكبر : هو الترفع واعتقاد الإنسان نفسه أنه كبير، وأنه فوق الناس، وأن له فضلاً عليهم.)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الكبر بطر الحق وغمط الناس" رواه مسلم. ومعنى بطر الحق: دفعه وردُّه على قائله
إنّ المتكبر هو الذي يرد الحق على قائله وهو يعلم أنه محق إما لكونه يرى نفسه أفضل من العالم فيقول في نفسه "كيف أرجع عن رأيي لقول هذا الشيخ وأنا أكثر منه مالا وأعز نفرا
ومعنى غمط الناس: احتقارهم
فمن الكِبْرِ استحقارُ الناس وهو أن يستعظمَ المرءُ نفسَه فيرى الناسَ دونُه وهو فوقهم وأفضل منهم لذلك إن شك المتكبر أن الناس يعظمون عالم دونه سارع بانتقاص ذلك العالم وألصق به كل بلية وأسوته في ذلك وقدوته هو إبليس رأس المتكبرين الذي قال (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )
وفرعون الذي تكبر علي عباد الله وقال أنا ربكم الأعلى وتكبر على نبى الله موسى وقال (ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين )
والإنسان المتكبر كلما ارتفع في الدنيا درجة ازداد كبراوعتوا قال أحد السلف
(والأراذل على الضد من ذلك إذا ولوا ولاية ازدادوا تكبراً وترفعاً، وإذا أكرموا ازدادوا عتواً وطغيانا. وقد روينا بالإسناد عن السلف قال: احذروا صولة الكريم اذا أهين، واللئيم إذا أكرم، والحر إذا جاع، والعبد إذا شبع(1)
والانسان المتكبر لا يتورع من سب عالم لانه افتا فتوي لم توافق هواه نسأل الله السلامة
قال الدكتور عبد العزيز الحربي
وإنّ من الكِبْر أن ينتفعَ المرْءُ بعلمِ غيرِه ثمَّ يذمَّه، ويعرض عن ذِكر من أفاده بشيءٍ تعالمًا واستكبارًا ! ( والمتشبِّعُ بما لم يُعطَ كلابسِ ثوبي زُور ) كما ثبت ذلك عن النَّبي صلّى اللهُ عليه وسلّم !
كتاب خاطرات ص 22 للدكتور عبد العزيز الحربي طبعة دار ابن حزم
*************************
1- نظم العقيان في أعيان الأعيان - (ج 1 / ص 8)
إرسال تعليق