- التربية الخاطئة
التربية الخاطئة داء عضال يفتك في الامة فكم من دعوات ماتت بسبب التربية الخاطة وكم من شباب هلكوا وكم من شيوخ ضلوا الطرق نتيجة التربية الخاطئة
التي تربوا وشابوا عليها
للاسف الشديد قد تجد بعض الدعاة و المربيين - ومنهم من ليس بعالم - لا يعلمون طلابهم ومريديهم آداب الخلاف وحسن احترام المخالفين... بل ومنهم من يبادر بالسب والشتم واحتقار المخالفين وليس أدل على ذلك من كتب مثل.. إسكات الكلب العاوي.. والحاوي.. والكاوي وغيرها من المصنفات التي امتلأت سبا ً وشتما ً ولعنا ً بلا حواجز ولا حدود, فإذا كان الشيخ كذلك.. فكيف بالطالب والمريد؟!!
والأخطر من ذلك أن بعض الشيوخ يعلمون أبناءهم تبرير قولهم وفعلهم وسوءأخلاقهم بأن هذا انتصار للحق ودفاع عن الدين فينشأ الشاب سبابا باسم الدين لعانا بحجة التعديل فاحشا بحجة التجريح والي الله المشتكا
اعلم أخي
ان التربية الخاطئة هي أساس كل بلية ألم تر أن الروافض تربوا علي كره الصحابة بحجة حب آل البيت فكالوا السب والشتم للصحابة رضوان الله عليهم وجردوهم من كل فضيلة وتركوا هديهم واقتدو بأهل الزيغ والضلال وهذه الطريقة التي تربى عليها الروافض تربى عليها كثير من أبناء الإسلام في بعض الجماعات الاسلاميه مع الفارق بين الفريقين فالفريق الأول تربوا علي سب الصحابة حملة القران و الايمان والفريق الثاني تربي علي سب العلماء حملة العلم و الشريعة والكل يزعم أنه يريد أن ينصر الإسلام والإسلام من أفعالهم برئ
يقول أبو سنان الأسدي رحمه الله تعالى:
"إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس، متى يفلح؟!"؛ (ترتيب المدارك: 2/ 14).
للأسف الشديد كثير من أبناء الصحوة خاصة ابناء بعض التيارات الجهادية والقطبية والإخوان وغيرهم يتربون علي ذم العلماء وتكفيرهم ان لزم الامر ويغرس فيهم غرسا قبيحا وهو سوء الظن بالعلماء واعتبارهم علماء سلطة وغير ذلك من الافتراءات فيخرج الشاب منهم لا قدوة له ولا مرجع له إلا شيوخ الضلالة الذين زينوا له كره العلماء بحجج شتى لذلك تجد الشاب منهم يلعن ويسب العلماء بسهولة ويسر بل وبعضهم يكفر العلماء ويتكلم عن كبار العلماء وكأنه يتكلم عن أبي جهل بن هشام وأبي لهب كل ذلك بسبب سوء التربيه وفساد المربي وانعدام القدوة الحسنة
ولا هدف للمربي الفاسد من إسقاط العلماء إلا أنه يريد ان يضمن أن يكون هو الموجه وحده لأتباعه حتي يتسني له غرس ما يريد من أفكارشاذة في عقول الشباب والنشء تلك الافكار التي ينكرها أهل العلم والمعرفة
كما يغرس المربي فيهم سلوك العدوانية تجاه المجتمع الذي يعيش فيه وتزداد العدوانيه تجاه ابناء الصحوات الإسلامية ممن يخالفه أكثر من غيره وهذه التربية الخاطئة تجعل الوحد منهم يتعامل مع الفاسق ومدمن العصيان أفضل مما يتعامل مع اخوانه من أبناء الصحوة الإسلامية المخالفين له في بعض المسائل فهو يتعامل مع عامة الشعب بلطف ولين حتي يجتذبهم لدعوته وفي نفس الوقت يتعامل بعدوانية مع ابناء الصحوة الاسلامية المخالفين له في بعض المسائل الشرعية رغم اتفاقهم معه في حب الإسلام ووجوب نصرته ، لقد سمعت من بعض الشباب المنتسبين لبعض هذه التيارات الشتم والسب الصريح للعلماء بألفاظ لا يجوز أن نشتم بها كافرا فضلا عن أن نسب بها عالم وإلى الله المشتكي
،تحدث يوما مع أحدهم وقلت له إن علماء مصر من جميع الهيئات و الجماعات والتوجهات الاسلامية أجمعوا علي المسأله الفولانية
فقال لو اجتمعوا علي اباحة الزنا هل نطيعهم ؟
فتعجبت من سوء ظنه بالعلماء ! وقلت لا تجتمع الامة علي ضلالة
وبعضهم سمعته يكفر كبار العلماء وأخر من المداخلة سمعتة يقول مثلث الشر ثلاثة وذكر منهم اكبر وافضل علماء الصحوة في مصر بل والعالم وهو الشيخ الحويني حفظه الله فتعجبت من وقاحته حيث جعل رأسة حربة الاسلام في زماننا راس حربة في الشر نعوذ بالله من الخذلان وغير ذلك كثير لا داعي لذكره واللبيب بالاشارة يفهموا
ثمة مسألة أخرى يتربى عليها بعض الشباب وهي التسرع في الفتوي بدون علم فكثير من الشباب لم يتربى علي كلمة لا أعلم والله أعلم مع أن السلف تربوا عليها وأتقنوها أيما إتقان
قال الشيخ أبو عثمان سعد ابن الشيخ الصالح
( علمت شيئا وغابت عنك أشياء ** فانظر وحقق فما للعلم إحصاء )
( للعلم قسمان ما تدري وقولك لا ** أدري ومن يدعي الإحصاء هذاء )(1)
كان القاسم ابن محمد رحمه الله أحد الفقهاء السبعة يقول لمن سأله عن شيء لا يعلمه : لا أعلمه .. لا أحسنه .. فجعل يقول الرجل : إني أرسلت إليك لا أعرف غيرك ..!! فقال القاسم : لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي .. والله لا أحسنه .. ووالله لأن يقطع لساني أحب إليّ من أن أتكلم بما لا علم لي به ) رأيتم كيف كان السلف يخافون أن يفتوا في مسألة بغير علم وهم علماء فما بال بعضنا يتجرأ علي الفتوى وهم جهلاء أما تخاف أيها الشاب أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) أما تعلم أن السلف رضي الله عنهم كانوا يفرون من الفتوي مع قوة ايمانهم وغزارة علمهم ًقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: (أدركت عشرين ومئة من أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، فما كان منهم محدّث إلا ودّ أن أخاه كفاه الحديث، ولا مفتٍ إلا ودّ أن أخاه كفاه الفتيا) (2) والسلف رضوان الله عليهم كانوا يربون الطلاب علي لا أعلم وذلك لان التعجل في الفتوي أمر خطير ووباله عظيم وانظر الي حال السلف وتعلم فقد أتا ىسحنون رجلاً فسأله عن مسألة فأقام يتردد إليه ثلاثة أيام فقال له مسألتي أصلحك الله لي اليوم ثلاثة أيام فقال له وما أصنع لك يا خليلي مسألتك معضلة وفيها أقاويل وأنا متحير في ذلك فقال له وأنت أصلحك الله لكل معضلة فقال له سحنون هيهات يا ابن أخي ليس بقولك هذا أبذل لك لحمي ودمي إلى النار ما أكثر ما لا أعرف إن صبرت رجوت أن تنقلب بمسألتك وإن أردت أن تمضي إلى غيري فامض تجاب مسألتك في ساعة فقال له إنما جئت إليك ولا أستفتي غيرك فقال له فاصبر عافاك الله ثم أجابه بعد ذلك وقد كان فيهم رضي الله عنهم من يتباطأ بالجواب عما هو فيه غير مستريب ويتوقف في الأمر السهل الذي هو عنه مجيب بلغنا عمن سمع سحنون بن سعيد يزري على من يعجل في الفتوى ويذكر النهي عن ذلك عن المتقدمين من معلميه وقال إني لأسأل عن المسألة فأعرفها وأعرف في أي كتاب هي وفي أي ورقة وفي أي صفحة وعلى كم هي من سطر فما يمنعني من الجواب فيها إلا كراهة الجرأة بعدي على الفتوى (3)
هذا هو حال السلف أما اليوم فحدث عن التسرع في الفتوي ولا حرج
قال الشيخ محمد حبيب الله بن ما يأبى الشنقيطي في منظومته دليل السالك على موطإ الإمام مالك :
وبعضهم يظن أن السرعـة ** جودة وبراعة في الشرعة
وأن من أبطأ حيث سـئلا ** عن الجواب للعلوم جهلا
وهو لأن يبطأ للصـواب ** خير من السرعة في الجواب
إذ قد يضل ويضل السائلا ** وذاك شأن من يكون جاهلا
كذاك من يفتي بلا مراجعة ** وشـدة التحرير والمطالعة
(أصول الفتوى والقضاء في المذهب المالكي ص 121) .
**********************
1- (5/543)نفح الطيب
2-جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر، ج2، ص 1120
3- أدب المفتي والمستفتي للشهرزوي ص81 - 82
إرسال تعليق