-->
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

اخر ثلاثة أسباب لسب العلماء

18- الجدال بالباطل
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) حسنه الألباني 
وعن عمر رضي الله عنه أنه قال : هل تعرف ما يهدم الإسلام ثم قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين (1) 
وعن أبي أمامة الباهلي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قال رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا أو توا الجدل ثُمَّ تلا: مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً [الزخرف:58]} رواه التِّرْمِذِيّ  وقَالَ: حديث حسن. 
والانسان المجادل بالباطل يبدأ بالجدل بغير علم ، قال سبحانه وتعالى ( هَاأنْتُمْ هَؤلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيْمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيْمَا ليس لَكُم بِهِ عِلْمٌ } (آل عمران : 66) . 
فاذا بينت له الحق وأقمت عليه الحجة جادل في الحق بعد ظهوره قال سبحانه وتعالى :( يُجَادِلُونَكَ في الحَقِّ بعْدَمَا تَبَيَّنَ) الأنفال : 6 )
وبعد أن يرد المجادل الحق يبدأ في الجدل بالباطل ؛ قال سبحانه وتعالى : { وجَادَلُوا بِالبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِه الحَقَّ } (غافر : 5 )
فاذا فشل المجادل في اقناعك بباطله  سرعان ما يسب ويطعن في العلماء المخالفين له مخافة أن تذهب هيبته ومكانته أمام الناس  
قال ابن الرومي:
لذوي الجدال إذا غَدَوا لجدالهم حُجَجٌ تضلُّ عن الهدى وتَجُورُ
وُهُنٌ كآنيةِ الزُّجاج تَصَادمـتْ فهوَت، وكلٌّ كاسرٌ مَكْسـورُ
فالقاتِلُ المقتولُ ثَمَّ لِضَعْـفـه ولوهيِه، والآسرُ المَـأْسُـورُ

19- التحدث بكل ما سمعت
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "كفى بالمرء كذباً أن يحدِّث بكل ما سمع"
وعن عبد الله بن مسعود قال: (ما أنت بمحدّثٍ قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة)
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (بحسب المرء من الكذب أن يحدِّث بكل ما سمع)
وقال ابن وهب: قال لي مالك: اعلم أنه ليس يسلم رجل حدَّث بكل ما سمع. ولا يكون إماماً أبداً وهو يحدِّث بكل ما سمع).
وقال عبد الرحمن بن مهدي: (لا يكون الرجل إماماً يقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع)(2)
******************************
1- (أخرجه الدارمي رقم ( 214 ) 1 / 82) . 
2- آفات اللسان في ضوء الكتاب واسنة - (ج 3 / ص 3)   


فعلي المسلم ألا يتكلم بكل ما سمع  ولا يكن كالبغبغاء يردد كل ما يسمعه دون فحص وتثبت وتميز 
قال الشاعر :
تثبت في الأمور ولا تبادر ** لشيء دون ما نظر وفكر 
 قبيح أن تبادر ثم تخطي ** وترجع للتثبت دون عذر 
يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله : ( والتثبت من كل خبر ، ومن كل ظاهرة ، ومن كل حركة ، قبل الحكم عليها ، هو دعوة القرآن الكريم ، ومنهج الإسلام الدقيق ومتى استقام القلب والعقل على هذا المنهج لم يبق مجال للوهم والخرافة في عالم الحكم والقضاء والتعامل ، ولم يبق مجال للأحكام السطحية والفروض الوهمية في عالم البحوث والتجارب والعلوم -إلى قوله – إنها أمانة الجوارح والحواس والعقل والقلب ، أمانة يسأل عنها صاحبها وتسأل عنها الجوارح والعقل والقلب جميعاً، أمانة يرتعش الوجدان لدقتها وجسامتها كلما نطق اللسان بكلمة ، وكلما روى الإنسان رواية ، وكلما أصدر حكماً على شخص أو أمر أو حادثة { ولا تقف ما ليس لك به علم } ولا تتبع مالم تعلمه علم اليقين ، ومالم تتثبت من صحته : من قول يقال ، ورواية تروى ومن ظاهرة تفسر ، أو واقعة تعلل ، ومن حكم شرعي ، أو قضية اعتقادية ، وفي الحديث " إياكم والظن فإنه أكذب الحديث" وفي سنن أبي داود : " بئس مطية الرجل زعموا " ، وفي الحديث الآخر " إن أفرى الفرى أن يُري الرجل عينيه مالم تريا " وهكذا تتضافر الآيات والأحاديث على تقرير ذلك المنهج الكامل المتكامل الذي لا يأخذ العقل وحده بالتحرج في أحكامه ، والتثبت في استقرائه ، إنما يصل ذلك التحرج بالقلب في خواطره وتصوراته ، وفي مشاعره وأحكامه، فلا يقول اللسان كلمة ، ولا يروي حادثة ، ولا ينقل رواية ، ولا يحكم العقل حكماً ، ولا يبرم الإنسان أمراً إلا وقد تثبت من كل جزئية ومن كل ملابسة ومن كل نتيجة، فلم يبق هنالك شك ، ولا شبهة في صحتها { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } حقاً وصدقاً ) (1).اهـ  
وقال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله: 
وقوله)وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به( إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وينشرها, وقد لا يكون لها صحة. 
فيجب أن نتثبت من الخبر قبل أن نتحدث به خاصة إن كان الكلام عن العلماء الأجلاء فكثير من الجهلاء يقع في أعراض العلماء بسبب كلام كذب نقل اليه من الإعلام الكاذب المعادي للعلماء وقام هو بنقله لغيره فشارك في الجرم وهو لا يشعر  وكثير من الصالحين ظلموا بسبب نقل الكلام بلا تثبت وذلك لان الناس تتكلم في الصالح والطالح وتزيد الشبر لذراع و المد لصاع 
قال الشاعر :
والله لو كان  بين الناس جبرئيلاً        لابد فيه من قال و "من" قيلا
  قالوا في الله أضعافاً مضاعفة        تتلى إذا رتل القراَن ترتيلا 
 فاحترس قبل نقل الكلام فكم من أناس ظلموا بسبب نقل الكلام وترديده من دون تثبت فلا تكن أحد الظالميين  خاصة إن كان المفترى عليه عالم من علماء الإسلام نسأل الله السلامة في الدين.
***************************
1- في ظلال القرآن لسيد قطب 5/326



20-  الجهل بآداب التعامل مع العلماء
الجهل بآداب التعامل مع العلماء جعل بعض الناس يقعون في أعراض العلماء ربما وهم لا يشعرون فاحرص على تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم فنحن بحاجة إلى الأدب أكثر من حاجتناإلى العلم  فقليل من العلم مع كثير من الأدب خير للعبد من كثيرمن العلم مع قليل من الأدب   وتعلم من السلف الصالح كيف كانوا يتأدبون مع شيوخهم وعلمائهم وكيف كانوا يوقرونهم ويعظمونهم ويهابونهم  
قال إسحاق الشهيدي : " كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر ، ثم يستند إلى أصل منارة مسجده ، فيقف بين يديه علي بن المديني و أحمد بن حنبل و يحيى بن معين وغيرهم ، يسألونه عن الحديث وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب لا يقول لواحد منهم : اجلس ، ولا يجلسون هيبة له وإعظاما " .
وقال حماد بن زيد قال سمعت أيوب يقول لقد جالست الحسن أربع سنوات فما سألته هيبة(1) 
وعن حرملة قال : سمعت الشافعي يقول ـ وذُكر له أصحاب الحديث ، وأنهم لا يستعملون الأدب ـ فقال : " ما أعلم أني أخذت شيئًا من الحديث ولا القرآن أو النحو أو غير ذلك من الأشياء ، مما كنت أستفيد ؛ إلا استعملت فيه الأدب ، وكان ذلك طبعي إلى أن قدمت المدينة ، فرأيت من مالك ما رأيت من هيبته وإجلاله العلم ، فازددت من ذلك ، حتى ربما كنت أكون في مجلسه ، فأصفِّح الورقة تصفحًا رفيقًا هيبة له لئلا يسمع وقعها ".
قال  ابو الأسود الدؤلي
العِلمُ زَينٌ وَتَشريفٌ لِصاحِبِهِ ** فاِطلُب هُديتَ فنونَ العِلمِ وَالأَدَبا
لا خَيرَ فيمَن لَهُ أَصلٌ بِلا أَدَبٍ ** حَتّى يَكونَ عَلى ما زانَهُ حَدِبا
كَم مِن حَسيبٍ أَخي عَيٍّ وَطَمطَمَةٍ ** فَدمٍ لَدى القَومِ مَعروقٍ إِذا اِنتَسَبا
في بَيتِ مَكرُمَةٍ آباؤهُ نُجُبٌ ** كانوا رؤوساً فَأَمسى بَعدهُم ذَنَبا
وَخامِلٍ مُقرِفِ الآباءِ ذي أَدَبٍ ** نالَ المَعاليَ بِالآدابِ وَالرُتَبا
أَضحى عَزيزاً عَظيمَ الشأَنِ مُشتَهِراً ** في خَدِّهِ صَعَرٌ قَد ظَلَّ مُحتَجِبا
العِلمُ كَنزٌ وَذُخرٌ لا نَفادَ لَهُ ** نِعمَ القَرينُ إِذا ما صاحَبَ صُحبا
قَد يَجمَعُ المَرءُ مالاً ثُمَّ يُسلَبُهُ ** عَمّا قَليلٍ فَيَلقى الذُلَّ وَالحَرَبا
وَجامِعُ العِلمِ مَغبوطٌ بِهِ أَبَداً ** وَلا يُحاذِر مِنهُ الفَوتَ وَالسَلبا
يا جامِعَ العِلمِ نِعمَ الذخرُ تَجمَعُهُ ** لا تَعدِلَنَّ بِهِ دُرّاً وَلا ذَهَبا 


***************************
1-  حلية الأولياء 3/11.

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

أغرب القصص الإسلامية في التاريخ

2016