-النتيجة الثانية
مضاعفة الوزر والعقاب
قال الشاطبي رحمه الله تعالى: "وطوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة يعذب بها في قبره، ويسأل عنها إلى انقراضها"؛ اهـ.
قال الإمام النووي وهويذكر النتائج المترتبة علي سب المسلمين
(ومنها أنه ربما يقتدى بالرامي فيما رمى فيتضاعف وزره بعدد من تبعه مأثما وقل أن يسلم من رمى بكفر مسلما فقد خرج أبو حاتم محمد بن حبان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أكفر رجل رجلا إلا باء بأحدهما بها فإن كان كافرا وإلا كفر بتكفيره وله شاهد في الصحيحين من حديث أبي ذر وابن عمر رضي الله تعالى عنهم وفي صحيح البخاري له شاهد أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وصح عن ثابت ابن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله وخرج أبو بكر البزار في مسنده عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فهو كقتله
وروينا من حديث الثوري عن يزيد ابن أبي زياد عن عمرو بن سلمة قال سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول ما من مسلمين إلا وبينهما ستر من الله عز و جل فإن قال أحدهما لأخيه كلمة هجر خرق ستر الله
فهل بعد هذا الوعيد من مزيد في التهديد ولعل الشيطان يزين لمن اتبع هواه ورمى بالكفر والخروج من الإسلام أخاه أنه تكلم فيه بحق ورماه وأنه من باب الجرح والتعديل لا يسعه السكوت عن القليل من ذلك فكيف بالجليل
هيهات هيهات إن في مجال الكلام في الرجال عقبات مرتقيها على خطر ومرتقبها هوى لا منجى له من الأثم ولا وزر فلو حاسب نفسه الرامي أخاه ما السبب الذي هاج ذلك لتحقق أنه الهوى الذي صاحبه هالك) (1)
تدبرت كلام الإمام النووي (قل أن يسلم من رمى بكفر مسلما) فقلت سبحان الله إن كان من رمي أى مسلم بالكفر لا يسلم ولو كان هذا المسلم فاسقا أو عاصيا فكيف بمن رمى بالكفر إمام من أئمة المسلمين وحبر من أكبر أحبارهم وعالم من أعظم علمائهم كيف يسلم من لم يسلم منه الاولياء والاتقياء الانقياء والله لا يسلم وغدا سيندم ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
***************************
1- الرد الوافر - (ج 1 / ص 12) و ص 13)
إرسال تعليق